في الحديث عن ابي عبدالله (ع):«لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسولِ اللهِ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ»
وسائل الشيعة، ج2، ص:21
ان تاريخ الاسلام واضح وكلكم تعرفونه وتعلمون بان نبي الاسلام كان من عامة الناس. كان من العامة و حينما بعث ودعا الناس، عارضته قريش نفسها، فقد كان القرشيون انذاك سادة القوم وجبابرتهم واصحاب الثروة، ولم يتمكن (ص) من التعبير عن رأيه في مكه فلزم غار حراء مدة ولم يتمكن من الخروج، وكأنه مسجون هناك! بعد ذلك هاجر الى المدينة، وفي المدينة اجتمع حوله ابناء الطبقة الثالثة. وحينما اقام مسجده، وهو مسجد بسيط كان عدد كبير من اصحابه ينامون في صفة ذلك المسجد وهي ناحية بسيطة خارج المسجد، لعدم امتلاكهم منازل خاصة.
صحيفة الإمام (الترجمة العربية)، ج6، ص: 192
إنّ نبي الاسلام كان من العامة وقد خرج من الطبقة الدنيا وقام بحركته. واصحابه ايضا كانوا من تلك الفئات الدنيا، من الطبقة الثالثة، أما ابناء الطبقات المرفهة فقد كانوا في طليعة المعارضين للرسول الاكرم. لقد انبثق النبي من الطبقات الدنيا وعمل من اجلها، عمل من اجلالشعب وجاء بالاحكام من اجلهم.
صحيفة الإمام (الترجمة العربية)، ج6، ص: 249
كان النبي الأكرم (ص) من الأشراف بمعنى من (سادات) ذلك الوقت، وكلمة أشراف لا تعني أنه كان من الأغنياء، بل كان فقيراً. من طبقة الفقراء. وعاش عمره كله فقيراً، الّا انّه انجز كل هذه الأعمال. لقد عارضه أشراف مكة وأغنياؤها وأصحاب القوافل وغيرهم، إلى الحد الذي لم يكن قادراً فيه علي مواجهة الناس، فذهب إلى الغار، وحبس نفسه هناك وتفرغ للعبادة. كما اصطحب معه آخرين، وحينما رأى أنه ليس بوسعه مواجهة قوتهم قرر الهجرة الى المدينة بعد أن بايعه أهلها. وهناك لم يجلس عند أحد من طبقة الأغنياء بل بقي مع الفقراء. ولم يكن مسجد الرسول مثل مساجدكم هذه، كان سقف مسجده المبارك من سعف النخيل، وجدار من طين لئلا تدخل الحيوانات إليه، وفي هذا المسجد تم بناء صرح الإسلام. لقد كان متواضعاً ولم يكن ذا قبة عالية وبناء فاخر، ولكنه في الوقت نفسه كان مركزاً لانتصار المسلمين على الفرس والروم مع أن ذلك لم يكن بالأمر السهل. كان رسول الإسلام من الطبقة المستضعفة، وفي المدينة لم يكن أصحالبه يملكون بيوتاً، كانوا ينامون في المسجد ويقال عنهم، أصحاب الصفة. وعندما كانوا يتوجهون إلى الحرب كانت مجموعة منهم تملك سيفاً واحداً وأخرى تملك جملًا واحداً، هكذا كان وضعهم
صحيفة الإمام (الترجمة العربية)، ج9، ص: 313
انّ الرسول الأكرم كان يعزّ عليه ويغتم للكافرين الذين لم يسلموا ولم يصبحوا مؤمنين. وقد جاء في الآية الكريمة: (لعلك باخع نفسك الّا يكونوا مؤمنين) « سورة الشعراء/ الآية 3». كان الرسول يريد لجميع العالم الوصول إلى النور، فقد بعث لينهي جميع هذا الصخب الموجود في الدنيا، هذا الصخب الذي اوجدوه لأنفسهم، للوصول إلى السلطة، ولكي يقضي على هذا الصخب ويزرع في نفوس الناس بذر الإيمان بالله والتوجه نحو النور.
صحيفة الإمام (الترجمة العربية)، ج11، ص: 304
لقد بلغ اهتمام نبينا الأكرم وتألمه على قومه والضلال الذي هم فيه، حداً خاطبه معه الوحي الإلهي قائلًا: (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً) «سورة الكهف، الآية 6». فقد كان الهدف أن يجعل هؤلاء أناساً حقيقيين، وكل من كان يهتدي إلى إنسانيته وآدميته كان بمثابة البشارة لنبينا الأكرم وللأنبياء- صلوات الله عليهم أجمعين-.
صحيفة الإمام (الترجمة العربية)، ج13، ص: 226
ان من يقرأ القرآن والقرآن وثيقة الإسلام ومن ينظر في آياته، ومن يطالع وضع مشرع الإسلام الرسول الأكرم وتأريخه وحياته، يرى ان في القرآن آيات عديدة تحث على مواجهة الجبابرة، كما ان سيرة الرسول الأكرم تعكس وقوفه ومواجهته لاولئك الذين ارادوا استغلال الناس واستخدامهم.
صحيفة الإمام (الترجمة العربية)، ج6، ص: 131
كان رسول الإسلام صلّى الله عليه وآله وسلم رحيماً بالمؤمنين عطوفاً عليهم كما كان للكافرين ايضاً، أي: أنّه كان يألم أن يراهم باقين على كُفرهم الذي يئول بهم إلى جهنم، كان يُشفِق على أولئك، وكان يدعو الله أن ينجيهم، ويرحم أولئك الكافرين وأولئك العصاة، حتى إن الله تبارك وتعالى خاطبهُ في ذلك بقولهِ الحكيم:" فلا تَذهَبْ نفسُك عليهم حسرات" « القرآن الكريم» فقد كان يُحزنُه ألا يُؤمن هؤلاء، لماذا لا ينجو هؤلاء؟ لماذا؟ وعندما جاؤوا بعِدّة من الكافرين أسرى مغلولين في معركة، كما ورد في التاريخ، قال: يجب أنّ نُدخلَ هؤلاء الجنّة بالأغلال، يجب أن يأتي بهم هكذا، ونهديهُم « مسند أحمد بن حنبل ج 5 ص 249». لقد كان نور هداية، ومثلما جاء للمؤمنين بالسلام والوئام كذلك جاء للآخرين ما عدا أولئك الذين كانوا ورماً سرطانياً لابُدَّ أن يزول من المجتمع.
صحيفة الإمام (الترجمة العربية)، ج8، ص: 292
إن أول آية نزلت على الرسول الأكرم (ص) بحسب الروايات والتواريخ كما ورد هي آية: اقرأ باسم ربك (سورة العلق: الآية 1). فهذه الآية هي أول آية وبناء على ما نقل، قرأها جبرائيل على الرسول الأكرم (ص) حيث دعي فيها منذ البداية إلى القراءة والتعلم.
صحيفة الإمام (الترجمة العربية)، ج14، ص: 308
لا أظن أن هناك إنساناً، لاقى ما لاقاه رسول الله (ص) من المشقة والتعب في تلك السنوات الثلاث عشرة التي قضاها في مكة وتلك السنوات العشر التي عاشها في المدينة، حتى أنه يمكن القول بأن المتتبع لحياة رسول الله (ص) في هاتين الفترتين يجد أن الرسول لم ينعم حتى يوماً واحداً من الراحة طيلة هذه السنوات.
ففي مكة لم يتركه مشركوها ولا للحظة واحدة، ومارسوا ضده أنواع الضغوط والأذى والمقاطعة الاجتماعية والاقتصادية، ووضعوه تحت المراقبة الشديدة، فلم يغب عن أنظارهم حتى أيام إعتكافه في الغار، وذلك على أمل أن يتراجع عن دعوته، إلا أنه بقي صامداً، صابراً، ولم يزده ذلك إلا إيماناً وثباتاً، وعندما درس معطيات الواقع، وأيقن أن لا جدوى من البقاء في مكة، وأن ذلك لن يصب في صالح الدعوة والرسالة، آثر الهجرة على البقاء، فقد كانت أياماً عصيبة تلك التي قضاها في مكة، لم ينعم فيها حتى بيوم من الراحة ولو تأملنا حياته في المدينة لوجدنا أنه أمضى فيها عشر سنوات من الإنشغال التام بالحروب والغزوات والتأسيس للحكومة الإسلامية الفتية، التي كان جميع ثقل مسؤولياتها على عاتقه وحده، فحياته في المدينة لم تكن أحسن حالا من حياته في مكة من حيث التعب والجهد والمشقة، ولكن الذي هوّن كلّ هذا في عينيه وجعله لا يقيم لكل هذه المشاق وزناً، هو أن الله كان من وراء القصد في كل خطوة خطاها، وكل حركة قام بها.
صحيفة الإمام (الترجمة العربية)، ج13، ص: 222
إن الرسول الأكرم رغم قيامه بواجباته الشخصية ومناجاة الله تبارك وتعالى في خلواته أسس الحكومة وأرسل رسلًا إلى أنحاء العالم ودعا الناس إلى الدّين وإلى الوحدة. فلم يكن يريد الجلوس في منزله يوماً لذكر الله. كان يذكر الله بهدف تهذيب النفس. كان يدعو الله بهدف تهذيب النفس وتهذيب الناس وتربيتهم، وكان يجهز الناس للمقاومة. إن جميع الأدعية التي رويت عنه- صلى الله عليه وآله- وعن أئمة المسلمين كانت تهدف إلى الدعوة للمعنويات التي تبعث على إصلاح أمور المسلمين.
صحيفة الإمام(الترجمة العربية)، ج18، ص: 337
بعث النبي الاكرم صلى الله عليه وآله في بداية مهمته وحيداً، «قُمْ فأنذر» (سورة المدّثر/ الآية2). إنهض وادع الناس، الدعوة بدأت منه صلى الله عليه وآله ويوم اعلان نبوّته آمنت معه امرأة وصبي؛ لكن الاستقامة التي هي من مستلزمات قيادة الانبياء الكرام، كانت بأكملها فيه (ص). «واستقم كما أمرت» (سورة هود/ الآية111)،هاتان الميّزتان – القيام والاستقامة – لعبتا دوراً مهماً في تحقيق الاهداف السامية للرسول الاكرم(ص).
أنه صلى الله عليه وآله لم يكن يملك شيئاً. كانت سهام الاقوياء ضده بحيث لم يتمكن اعلان دعوته بمكة لكنه لم ييأس من ذلك. كانت دعوته سرية. يدعو الناس فرداً فرداً الى ان هاجر الى المدينة و امر بأن يدعو الناس بالقيام. « قُل انما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله»( سورة سبأ/ الآية46).
هنا، الدعوة بالقيام، دعوة الجميع للقيام الجماعي؛ والشيء المهم هو القيام لله تعالى. ان سر انتصار جيش الاسلام في صدره الاول – مع أنهم لم يكونوا يملكون أدوات حربية – هو القيام لله تعالى. النهضة لله جل وعلا والايمان بالله حققاً النصر للرسول الكريم (ص).
استقام النبي الاكرم وصبر في مسيرة الرسالة من اجل هداية الناس استقامةً و صبراً لم يشاهد مثيلاً لهما. كما قيل فيه صلى الله عليه وآله:
(كان رسول الله صلى الله عليه وآله أصبر الناس على أوزار الناس).
السيرة النبوية(الترجمة العربية)، ص: 98-100
لقد سعى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى إيجاد وحدة الكلمة في كافة أرجاء المعمورة. سعى لانضمام دول العالم أجمع تحت لواء التوحيد. أراد أن يجعل المعمورة تحيا تحت ظلال" كلمة التوحيد" غير أن أغراض السلاطين ورغباتهم من جانب، ورغبات علماء النصارى واليهود وأمثالهم من جانب آخر، حالت دون أن يتسنى للرسول الاكرم صلى الله عليه وآله تحقيق ذلك.
صحيفة الإمام(الترجمة العربية)، ج2، ص: 32
إذا أراد المسلمون متابعة سيرة الرسول وتحقيق العزة والعظمة التي كان يتحلى بها الرسول الأكرم وأصحابه وكافة فئات المسلمين في صدر الإسلام، وأن يجعلوا عزة لأنفسهم، فإن تلك السيرة تتلخص بالالتفاف حول الإسلام الذي يمنح أتباعه قدرة وشجاعة ما فوق الطبيعة! فالشيء الذي أدركه شعبنا مع وجود حالة الضعف والتشتت، هو ذات الشيء الذي أدركه المسلمون في صدر الإسلام ألا وهو الاعتماد على الإيمان ووحدة الكلمة والصف. لذلك
كان شبابنا أثناء الثورة ولحد الآن يطلبون منا الدعاء لهم للفوز بالشهادة. إن هذا التحول الكبير الذي حصل لهذه الشعب بإرادة الله سبحانه وتعالى، هو الذي نصرنا على تلك القوى الشيطانية التي كانت تدعمها وتؤيدها القوى العالمية الكبرى. إن هذا الانتصار كان وليد إرادة الله تعالى وعنايته الخاصة، وكلي أمل أن يبقى شعبنا و جميع الشعوب الإسلامية تتحلى بهذه الخصال وتقتدي بسيرة الرسول وأهل بيته وصحبه الكرام كي يتسنى امتلاك العزة والعظمة التي كان يتمتع بها المسلمون في صدر الإسلام.
صحيفة الإمام(الترجمة العربية)، ج9، ص: 219
إنَّ نبيَّ الإسلام (ص) منذ ابتداء دعوته وحتي رقاده في فراش الرحيل من هذا العالم إلى لقاء الله، كان في حالة حرب، بل إنَّه حين كان على فراش الموت كان قد عبّأ الناس للحرب. وهكذا المسلمون من بعده وكذلك ما لاقاه أئمتنا وما واجهه أمير المؤمنين (ع) من بعده. حسناً، إنَّ كل ما لا قوه وعانوه معه كان حلواً في مذاقهم لأنَّه كان كله في سبيل الإسلام.
صحيفة الإمام(الترجمة العربية)، ج19، ص: 177
إن البيعة مع النبي هي بيعة مع الله، لماذا؟ لأن كل ما كان عند النبي كان من عند الله، وكل ما كان يراه فهو الله.
يجب أن نقتدي بالنبي الأكرم (ص) وأئمة الهدى (ع) الذين كانوا طوال حياتهم إما في حرب مع الكفار أو في السجن لقد سجنوا وعُذّبوا بأيدي الظلمة باسم الإسلام.
فالإسلام العزيز هو شيء ضحى لأجله النبي الأكرم (ص) والأئمة (ع). علينا أن نقتدي بهم.
صحيفة الإمام(الترجمة العربية)، ج14، ص: 235
الامام الحسن (عليه السلام) تصدى لمعاوية الذي كان حاكماً في زمنه ـ رغم أن الجميع بايع ذلك التافه وكان يخشى سلطانه ـ إلا أن الامام الحسن (عليه السلام) وقف ضده ما استطاع الى ذلك سبيلاً الى الوقت الذي حالت مجموعة من البسطاء بينه وبين مواصلة دوره في المواجهة، وقَبِلَ في ظل تلك الظروف بالصلح مع معاوية. وخلال فترة الصلح لم يدخر وسعاً في فضحه وتعريته مما يدّعى بل إن ما قام به اظهار خزي وعار معاوية لا يقل عما قام به الامام الحسين (عليه السلام) تجاه يزيد..
صحيفة الإمام (الترجمة العربية)، ج2، ص: 345
الإمام الحسن ـ سلام الله عليه ـ أيضا لم يلقَ من الأخرين مثلى لقى من المتاعب والمشاكل من أصحابه وأتباعه. هؤلاء الأصحاب الذين لم يستطيعوا أن يدركوا بعقولهم الصغيرة وأفكارهم الخاطئة ماذا كان يريد إمام زمانهم أن يفعل، لذلك فقد كانوا يقفون في وجهه ويؤذونه وهم من تسبب بتراجعه عندما عقدوا المعاهدات والأحلاف مع أعدائه.
صحيفة الإمام (الترجمة العربية)، ج9، ص: 31
قصة الامام الحسن(ع) شاهد آخر على قضية الصلح، كان صلحه مفروضاً عليه، حيث قام الخونة الذين أحاطوا به بإجباره على الصلح فكان صلحا ً قسرياً.... وبعد إبرام الصلح وحسب ماجاء في الرواية، ارتقى معاوية المنبر وقال:« ألا إنّ كل شيء أعطيته الحسن بن علي تحت قدميّ هاتين لا أفي به» و كذلك كان التحكيم القسريّ الذي فُرضَ علي امير المومنين (ع)، وكلا الامرَين فرضهما اشخاص محتالون مخادعون.
صحيفة الإمام (الترجمة العربية)، ج20، ص: 100