أول نداء سياسي للامام الخميني (رض)

أول نداء سياسي للامام الخميني (رض)

بمناسبة إصدار اول نداء سياسي للامام الخميني (قدس سره) بتاريخ 15 ارديبهشت 1323 ه-. ش/ 11 جمادى الاولى 1363 ه-. ق‏ في مدينة قم حول الدعوة للقيام لله وهي اقدم وثيقة تاريخية تؤرخ لنضال الامام الخميني.

بمناسبة إصدار اول نداء سياسي للامام الخميني (قدس سره) بتاريخ 15 ارديبهشت 1323 ه-. ش/ 11 جمادى الاولى 1363 ه-. ق‏ في مدينة قم حول الدعوة للقيام لله وهي اقدم وثيقة تاريخية تؤرخ لنضال الامام الخميني.

بسم الله الرحمن الرحيم‏

«قال الله تعالى: (قل انما اعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى)الآية 46، سورة سبأ.
بيّن الله- سبحانه- في هذه الآية الشريفة المسيرة الانسانية من المبدأ الاول للطبيعة المظلمة حتى المنتهى. وقد اختار إله العالم، من بين كل المواعظ، افضل المواعظ ليضع إزاء الانسان كلمة تمثل طريق الاصلاح الوحيد للعالمين: القيام لله، الذي أوصل ابراهيم خليل الرحمن- الى مقام الخلّة، وحرره من أسر المظاهر المختلفة لعالم الطبيعة.
اطرق كالخليل باب علم اليقين أصرخْ بنداء (لا أحب الآفلين) « اشارة الىالآية 76 من سورة الانعام»القيام لله هو الذي نصر موسى الكليم بعصاه، على الفراعنة والقى بتيجانهم وعروشهم في مهب الريح، وهوالذي أوصله ايضاً الى ميقات المحبوب وأحلّه مقام «الصعق» (فناء العبد السالك حسب الاصطلاح العرفاني) و«الصحو» (البقاء بالله بعد الفناء في الله، والعودة الى عالم الناسوت امتثالا لأمر الرب الجليل)القيام لله هوالذي نصر خاتم الانبياء (ص) بمفرده، على كل عادات الجاهلية وتقاليدها، وطهّر بيت الله من الاصنام وأحلّ محلّها التوحيد والتقوى،
وهوالذي اوصل هذه الذات المقدسة ايضاً الى مقام قاب قوسين أوادنى « اشارة الى الآية 9 من سورة النجم‏»ان الأنانية وترك القيام لله، هما اللذان اوصلانا الى هذا اليوم الأسود، وسلطا علينا كلّ بني الدنيا، وجعلا البلدان الاسلامية تحت هيمنة الآخرين.
القيام من أجل المنافع الشخصية، هوالذي قضى على روح الوحدة والأخوة لدى ابناء الأمة الاسلامية.
القيام للنفس (الذات) هوالذي فرّق بين اكثر من عشرة ملايين شيعي وباعد بينهم بنحو أضحوا فريسة لثلة من عبدة الشهوات المتربعين على كراسي السلطة.
القيام للشخص، هو الذي يسلّط شخصاً مازندرانياً أميّاً (محمد رضا بهلوي)على عدة ملايين ليعيث بحرثهم ونسلهم اشباعاً لشهواته.
القيام للمنفعة الشخصية، هوالذي سلط علينا الآن عدداً من الاطفال المتسكعين، ومكّنهم من التحكم بأموال المسلمين ونفوسهم واعراضهم في كل انحاء البلاد.
القيام للنفس الأمارة، هوالذي سلّم مدارس العلم والفكر لثلّة من الاطفال السذج، ليحولوا مراكز تعليم القرآن الى مراكز للفحشاء. .
القيام للنفس هوالذي سلب شادور ( العباءة الايرانية). العفة من على رؤوس النساء المسلمات العفيفات، وما زال هذا الأمر المخالف للدين والقانون سارياً في هذا البلد، ولم ينبس احد ببنت شفة.
القيام من اجل المصالح الشخصية، هوالذي صيّر الصحافة وسيلة لنشر الفساد الاخلاقي، وهي اليوم تواصل ايضاً ممارسة القضايا ذاتها التي تفتق عنها الذهن المتحجر لرضا خان العديم الشرف، وتنشرها بين الناس.
القيام من اجل الذات، هوالذي سمح لبعض هؤلاء النواب المزيفين، بالتفوه في البرلمان بما يحلوله ضد الدين ورجاله، دون أن يعترض عليه احد.
يا علماء الدين الاسلامي! ايها العلماء الربانيون! ايها المفكرون المتدينون! ايها الوعاظ المؤمنون! أيها المتدينون الموحدون! ايها الموحدون طلاب الحق! يا انصار الحق الشرفاء .. ايها الشرفاء الوطنيون! ايها الوطنيون الغيارى.
اقرأوا موعظة إله العالم، وتمسكوا بطريق الاصلاح الوحيد الذي اقترحه لكم،وتخلوا عن المنافع الشخصية لتنالوا سعادة الدارين، واحتضنوا العالمين من خلال الحياة الحرة الشريفة: (إن لله في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها)
فاليوم يوم هب فيه النسيم المعنوي الالهي، وهوافضل الأيام للقيام من اجل الاصلاح، فاذا ضيعتم الفرصة، ولم تقوموا لله، ولم تدعوا للشعائر الدينية، فسوف تتسلط عليكم في الغد شلة من الزناة المتهتكين، وتجعل من دينكم وشرفكم لعبة لنوازعهم الباطلة.
ما هوعذركم اليوم عند إله العالم. فقد رأى الجميع كيف أن تلفيقات احد التبريزيين التائهين  (احمد كسروي، مؤلف الكتب المناهضة للدين‏).
التافهين، قد اتخذت من شريعتكم موضوعاً للتشهير والتطاول في مركز التشيع، على الامام الصادق والامام الغائب- روحي له الفداء- دون أن تتفوهوا بكلمة؟
فما هو عذركم اليوم في محكمة الباري تعالى؟ ما هذا الضعف والعجز الذي يسيطر عليكم؟
ايها السيد المحترم الذي جمعت هذه الوريقات واطلعت عليها علماء البلاد والوعاظ! حسناً، كان عليك أن تعد كتاباً آخر يزيل الفرقة من بين صفوف هؤلاء، ويعينهم على تحقيق الاهداف الاسلامية. كان عليك أن تحصل على تواقيعهم (وعودهم) بالتعهد بالقيام يداً واحدة وقلباً واحداً في اية بقعة من بقاع هذه البلاد.
حسناً، ليتعلموا التدين- في الاقل- من البهائيين، الذين لو عاش أحد اتباعهم في قرية نائية، لكانت مراكزهم الحساسة على اتصال به، وإذا ما اعتدى عليه أحد، هبّوا لنصرته.
انكم لم تنهضوا بحقكم المشروع. لقد نهض المتهورون العديمو الدين، يروجون لأفكارهم الالحادية في كل مكان، ولن يمضي وقت طويل حتى يتسلطوا عليكم (انتم المنهمكون باثارة الفرقة) بنحويضحى فيه يومك اسوأ مما كان عليه في عهد رضاخان.
(ومن يخرج من بيته مهاجراً الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله)الآية 100، سورة النساء.
11 جمادى الاولى 1363
السيد روح الله الخميني‏
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج‏1، ص: 43


ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء