بنظر الامام الخميني (قدس سره)إن أمير المؤمنين (سلام الله عليه)لم يكن شخصاً واحداً، بل كان كل العالم، بسبب تلك الأبعاد المعنوية والواقعية التي كان يتحلى بها. لقد اعتقدالامام (قدس سره)بأنّ من يستطيع تحمّل القرآن هو الوجود الشريف لوليّ الله المطلق علي بن أبي طالب (ع)، والآخرون لا يقدرون الحصول على هذه الحقيقة الا بعد تنزّلها عن مقام الغيب إلى الشهادة.جاء فيما يلي كلمات الامام الخميني بمناسبة ذكرى مولد اميرالمؤمنين، حول مولود الكعبة، اسد الله الغالب، علي بن ابي طالب (ع)وشخصيته العظيمة:
«أبارك ميلاد أمير المؤمنين علي (ع) لكل المسلمين والشعب الإيراني الشريف. هذا اليوم هو اليوم الذي ولد فيه علي بن أبي طالب- سلام الله عليه- وهو باب الوحي وأمينه .هذا اليوم الذي يوم وجد فيه القرآن الكريم وسنة الرسول الأكرم (ص) المفسر، وقوي بولادته سند الوحي والإسلام، وقد أكملت البعثة بوجود هذا المولود المبارك. ويجب القول أنه تحقق بهذا الموجود المقدس فتح باب الوحي والتفسير واستمرار الوحي. وأبارك لكم جميعاً هذا اليوم الذي هو يوم البعثة ويوم الولاية فهو يوم النبوة ويوم الإمامة أيضاً.»
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج14، ص: 276
«أهنّئ السادة الحاضرين والشعب الايراني النبيل ومسلمي العالم أجمع بهذا اليوم المبارك. وأسأل الله ببركات هذا اليوم أن ينزل بركاته على جميع المسلمين وبالأخص الشعب الإيراني الشريف. إنَّ مولود اليوم يجلّ عن الوصف، وكل ما قيل في وصفه فهو دون شأنه، وما قاله الشعراء والعرفاء والفلاسفة عنه فهو نفحة من وجوده، إنَّهم في الغالب يعبّرون عمّا يدركونه من الأمور بالنسبة للمولى عليّ بن أبي طالب (ع)، وأمّا ما لا نتمكن من إدراكه وقصرت عنه أيدى العرفاء والفلاسفة والآخرين فيستحيل أن نذكره ونتحدث عنه، لأنَّ الإنسان لا يتحدث إلّا عمّا يدرك ويعرف. وهذا المقدار الذي في متناول أيدينا ليس بالكثير ويحتاج إلى وقت طويل لذا علينا أن نقدم العذر إلى عتبته المقدّسة لقصورنا عن وصف كماله.»
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج19، ص: 190
«ما عساني قائلًا حول شخصية اًمير المؤمنين، وما عسى غيري يقول. يستحيل أن يستوعب البشر أبعاد هذه الشخصية العظيمة حتى لو تكلموا أشهرا. من وصل الى مرحلة الكما ل، وكان مظهراً لجميع أسماء الله جل وعلا وصفاته، يجب أن يكون عدد أبعاده مساوياً لأسماء الباري تعالى (أي ألفاً)، وليس بمقدورنا تبيين بعد واحد منها. لقد اجتمعت الأمور المتناقضة في هذه الشخصية، ولايستطيع المرء الإحاطة به والتحدث عنه.»
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج20، ص: 95
«الملائكة يضعون اجنحتهم تحت قدم أميرالمؤمنين (ع)لأنّه رجل ينفع الاسلام، وينصر الاسلام ويعظمه، وقد انتشر الاسلام في الدنيا و اشتهرفي العالم بواسطته، وفي ظل قيادته وجد المجتمع المحترم والحر، والمملوء حيويّة وفضيلة. فمن الطبيعي أن تخضع له الملائكة، وأن يخضع ويخشع له الجميع، فحتى العدو يخضع أمام عظمته.»
الحكومة الاسلامية، ص: 210
«الظل هو الفيئ لكل ذي فيئ وظل، فهو بذاته لا يملك شيئا. ظل الله هو الذي تكون كل حركاته وسكناته بأمر الله، تماما كالظل فهو بذاته لا شيء، الظل بحد ذاته ليس فيه حركة إنما هو يتحرك اذا تحرك صاحب الظل. اميرالمؤمنين ظل الله، الرسول الأكرم ظل الله، ليس فيهم شيء من ذاتهم وكل ما هو موجود فيهم هو من الله.»
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج6، ص: 229-230
«أمير المؤمنين سلام الله عليه كان هو الآخر ظل الله، لانه افنى كل وجوده في وجود رسول الله.»
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج6، ص: 267
«الرسول الأكرم معلم البشر كلهم، وبعده أمير المؤمنين- عليه السلام- هو معلم البشر فهما معلّما الناس.»
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج8، ص:80
«كان الإمام علي (ع) معجزة لا تتكرر»
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج9، ص:262
«إنّ شخصية هذا الرجل العظيم الذي أصبح إمام الأمة شخصية لا نظير لها لا في الإسلام ولا قبل الإسلام ولم يأت مثلها بعد ذلك، فقد اجتمعت فيه الصفات المتضادة، إذ كان يجمع إلى العبادة والتهّجد آناء الليل الشجاعة والبسالة، ومعلوم أنّ رجل الحرب لا يكون (عادة) مغرقاً في العبادة والتبتل.وقد كان (أيضاً) يجمع إلى الزهد قوة الساعد، ولا يخفى أن الذي يريد أن يكون قويّ الساعد لا يستطيع (عادة) ان يكون زاهداً: إذ إنّ من موارد الزهد عدم الاهتمام بالأكل والشرب.وكان يجمع (أيضاً) إلى الشدة في إبادة المنحرفين بسيفه الاتصاف بالحنو والعطف والرحمة ولا يخفى ما بين صفتي الشدة والرحمة من التناقض. إنّ هذه الشخصية العظيمة، إجتمعت فيها الصفات المتضادة، فهو في الوقت الذي كان فيه مشغولًا بالصوم نهاره وبالعبادة ليله، بحيث يصلي في الليلة ألف ركعة، وكان طعامه كما هو مثبت في التاريخ لا يتجاوز الخبز والخل أو الخبز والزيت أو الخبز والملح، لكنه كان في الوقت نفسه يتمتع بقوة جسمية خارقة، فالتاريخ يحدثنا أن باب خيبر الذي اقتلعه ورماه مسافة أذرع لم يستطع أربعون رجلًا حمله. ولقد كانت ضرباته وتراً إذا اعتلى قدّ، فقسم عدوه نصفين طولًا، واذا اعترض قدّ، فقسم عدوه نصفين عرضاً علماً بأن المقتولين بسيفه كانوا مدجّجين بالسلاح عليهم المغافر والدروع الحديدية وبعضهم كان يلبس درعين حديديين. هذا الرجل الذي كان يعيش على خبز وخل، يقضي أكثر أيامه صائماً، وفطوره قليل من الخبز والملح أو الخبز والخل قد جمع إلى الزهد قوة الساعد الخارقة، وهذا جمع بين أمرين متضادين هذا الرجل الذي بلغ من الشجاعة والبسالة حداً هزم فيه صناديد العرب وبهم رجالها فلم يثبت له أحد في حرب إلا بعجه بسيفه وأنه كان يقول: [والله لو تضاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها] « نهج البلاغة كتاب أمير المؤمنين( ع) إلى عثمان بن حنيف، رسالة رقم 45». هذا الرجل الذي بلغ من الشجاعة، هذا الحد الخارق بلغ في الوقت نفسه من العطف والرأفة حدّاً عطف فيه على امرأةٍ يهودية ذمّية سلبت حجلها، فعطف عليها عطفاً بالغاً إذ قال: [فلو أنّ إمرأ مسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً، بل كان به عندي جديراً] « المصدر السابق، الخطبة 27»فهذا الرجل الذي شهد له نهج البلاغة بالعرفان، وعلم ما وراء الطبيعة كان يشهر سيفه بوجه الكفار والمخربين، فيحصدهم حصداً، ونحن شيعة هذا الرجل الأعجوبة. أقول: لو لم يربّ نبيّ الإسلام- صلّى الله عليه وآله وسلم- غير هذا الرجل، لكان كافياً له في أداء وظيفته، فلو قدر أنّ نبيّ الإسلام (ص) إنما بعث لكي يقدّم رجلًا منزّها كهذا الرجل للأمة الإسلامية، لكفاه ذلك، هذا الرجل الذي لا يعرف أحد له نظيراً في الحاضر ولا في المستقبل قد قلد في مثل هذا اليوم إمامة الأمة الإسلامية وهكذا يجب أن يكون إمام الأمة. علماً بأنه لا يستطيع أحد أن يصل إلى مستواه. ولا أحد بعد الرسول الأكرم (ص) أفضل منه في أمر من الأمور، ولا يمكن أن يوجد في المستقبل.»
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج11، ص: 24
«اراد الرسول أن يجعل كل الناس على شاكلة علي بن أبي طالب، لكن هذا لم يحصل. ولو لم يكن لبعثة النبي من ثمرة الا وجود علي بن ابي طالب، ووجود امام العصر-- سلام الله عليه-- لكان هذا نجاحاً كبيراً للغاية. لو أن الله تبارك وتعالى بعث الرسول لتربية مثل هؤلاء الناس المتكاملين لكان هذا جديراً، ولكنهم ارادوا للجميع ان يكونوا على هذه الشاكلة، وهذا ما لم يحصل.»
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج12، ص: 341
«أنتحدث عن شخصية علي بن أبي طالب، عن حقيقته المجهولة، أو نتحدث من خلال معرفتنا الضئيلة القليلة؟ هل إن علياً (ع) أصلًا بشر مادي ودنيوي، حتى يتحدث عنه أهل الأرض أم هو موجود ملكوتي يقيسه الملكوتيون؟ فماذا لدى أهل العرفان سوى معرفتهم العرفانية وماذا لدى الفلاسفة الإلهيين غير علومهم المحدودة؟ فهل لديهم وسيلة أخرى لمعرفته؟ فإلى أي حد عرفوه حتى يطلعونا نحن المهجورين؟ فالعلماء وأهل الفضيلة والعرفاء الفلاسفة بكل فضلهم وعلمهم النفيس عرفوا ما عرفوا من هذا التجلي الإلهي، وهم في حجاب وجودهم وفي حدود أنفسهم، ومولانا غير ذلك. إذاً فلنترك هذا المجال ونكتفي بالقول إن علي بن أبي طالب كان عبداً لله فقط، وهذه أكبر خصائصه التي يمكن الحديث عنها، وهو ربيب تربى في حجر النبي العظيم (ص)، وهذا من أكبر مفاخره، فأي شخصية تستطيع الإدعاء بأنها عبد لله، وبعيد عن كل عبودية أخرى، غير الأنبياء العظام والأولياء المعظمين وعلي (ع) في مقدمتهم وهو ذلك العبد المنقطع عن غير الله والمتصل بالحبيب الذي كشف حجب النور والظلمات ووصل إلى معدن العظمة. وأية شخصية تستطيع الإدعاء بأنها كانت منذ الطفولة وحتى آخر عمر الرسول الأكرم (ص) في حضنه وفي ظله وتحت تربية الوحي ومبلّغه إلا علي بن أبي طالب الذي غُرست في روحه جذور الوحي وتربية صاحب الوحي. فإذاً هو حقاً عبد الله وتربية عبد الله الأعظم أما كتاب نهج البلاغة الذي هو من روحه فهو لتعليمنا وتربيتنا نحن الغارقين في سبات الأنا والغارقين في حجاب الأنا والأنانية، وهو شفاء لنا وبلسم للآلام الفردية والاجتماعية، كتاب له أبعاد بحجم الإنسان والمجتمع الإنساني الكبير منذ ظهوره وعلى مرّ التاريخ مهما تقدم، ومهما ظهرت المجتمعات وتوالت الدول والشعوب، ومهما ظهر المفكرون والمفسرون والفلاسفة وغاصوا فيه وغرقوا. فليأت الحكماء والفلاسفة ويحققوا في جمل الخطبة الأولى من هذا الكتاب الإلهي وليستخدموا أفكارهم العظيمة والكبيرة ويفسروا هذه الجملة القصيرة بمساعدة أصحاب المعرفة وأرباب العرفان وليطلبوا بحق إرضاء ضمائرهم من أجل الفهم الحقيقي لهذه الجملة، بشرط أن لا تخدعهم الأقوال التي ظهرت في هذا المضمار وشريطة ألّا يخدعوا ضمائرهم بدون فهم صحيح ولا أن يقرأوها ويتركوها، عندئذ يفهمون الأفق الواسع لفكر ابن الوحي ويعترفون بقصور نظرتهم.»
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج14، ص: 274
«والصلاة والسلام دوما على الرسول الأعظم الذي ربى مخلوقاً إلهياً كهذا في حجره وأوصله إلى الكمال اللائق للإنسانية. والتحية والسلام على مولانا المثل الأعلى للإنسان والقرآن الناطق الذي سيبقى اسمه إلى الأبد وهو قدوة الإنسانية ومظهر الاسم الأعظم.»
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج14، ص: 276
«إن جند الإسلام هم أصلًا مجهولون في هذا العالم رغم أنهم في غنىً عن التعريف. ويعد الإمام أمير المؤمنين أشهر جندي مضحٍ في الإسلام غير أنه أكثر الجنود مجهولية. فبأي فكر عرفاني وفلسفي وسياسي، وبأي قلم ولسان وبيان، يعرف الإنسان بهذا الجندي المجهول ويتعرف عليه ويعرّفه للآخرين؟»
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج17، ص: 343
«الإمام أمير المؤمنين (ع) كما قلت فيما يتعلق بالقرآن الكريم بأنّه نزل على شكل منازل مختلفة قد تصل الى سبعين أو أكثر، ثم صار بأيدينا بشكله المخطوط، فالأمير كذلك، ورسول الله (ص) كذلك. فقد طويت المراحل وأنزلوا من ذلك الوجود المطلق والجامع حتى وصلوا الى عالم الطبيعة، واستقر هذا الوجود المقدس وذلك الوجود المقدس وأولياء الله العظام في عالم الطبيعة. بناءاً على هذا، ليس من الصواب اعتبار أنّ حديث الغدير يريد أن يمنح الأمير سمة معنوية أو شأناً خاصاً أو ميزة معينة. الامام هو الذي أوجدالغدير ومقامه الشامخ جعل الله تعا لى يختاره خليفة وولياً.»
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج20، ص: 96
«إنّ هذين الرجلين العظيمين (النبي الاكرم (ص) والامام علي(ع)) وكما كانا متحدين في عالم الغيب وغيب الغيب كانا متحدين ومتآخيين أيضاً عندما جاءا الى هذه الدنيا.»
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج20، ص: 193
«ونفخر أننا اتباع مذهب أسّسه بأمر الله رسول الله (ص) وأمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) هذا العبد المتحرر من جميع القيود والمكلّف بتحرير بني الانسان من اشكال الاغلال وانواع الاسترقاق.»
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج21، ص: 359