وحدة المسلمين عقبة أمام اعتداء الأجانب‏

وحدة المسلمين عقبة أمام اعتداء الأجانب‏

خطاب‏
التاريخ صبيحة 8 دي 1360 ه- ش/ 2 ربيع الأول 1402 ه- ق‏
المكان: طهران جماران‏
الموضوع: ضرورة الوحدة والتضامن وإزالةالخلافات بين المسلمين‏
الحضور: أئمة جمع محافظتي باختران وإيلام «1»
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج‏15، ص: 391


                                                                                                    بسم الله الرحمن الرحيم‏

*وحدة المسلمين من بركات الثورة
إنني أشكر الساده الذين تجشموا العناء وشرّفوا هذا المنزل المتواضع وأشرق المكان بنورهم. إن إحدي بركات هذه الثوره تشريف السادة معاً لهذا المكان من أماكن مختلفه. ويجتمعون في هذا المكان الذي فيه الاخوةمن أهل السنه والشيعة ومن ثم يطرحون المسائل. إن موضوع الوحدة بين الاخوة المسلمين موضوع اسلامي أمر الله تبارك وتعالي الجميع به وأن يكونوا متحدين وألا يتفرقوا «2» وسرّ ذلك معروف لأن أفضل طريق لمن يريدون استقلال البلاد الإسلامية هو ايجاد الفرقة بين الأشقاء وإن إحدي الطرق هي ايجاد الخلافات بين الإخوة من السنة والشيعة. وقدتم التخطيط لهذا الأمر كثيراً أنهم اجتمعوا في ايران مع بعضهم البعض بحمدالله واتحدوا ولكن الذين في الخارج لايسمحون بذلك ويقوم عملاء القوى الكبرى في الخارج يريدون منع هذا الأمر فيخلقون المشاكل.

*وحدة المسلمين عقبة أمام اعتداء الأجانب‏
لاحظوا الميزات التي في اسبوع الوحدة هذا الذي اقترحه السيد المنتظري من قم- وانظروا إلى أهمية جمع الاخوة في مسأله من المسائل. طيب ليس هذا الخلاف أساسياً بل هو خلاف في‏ التاريخين المتقاربين فمنّا من يعتقد باليوم الثاني عشر كمولد للرسول «1». يجب ألا يودي ذلك إلى أن يكون لهم أساس مستقل ولنا أساس مستقل. لنكن معاً إننا اخوة. والرسول للجميع. ففي الوقت الذي ارتفع هذا النداء للوحدة نسمع فجأة من الحجاز نداء من شخص يعتبر أن إقامه الاحتفال للرسول شرك. لا أدري على أي أساس يقال ذلك؟ لماذا هو شرك؟ طبعاً ذاك الشخص من الوهابيين وإن أهل السنة أنفسهم لايقبلون بالوهابيين.
وليس الأمر بأننا لانقبل بهم فحسب بل إن إخواننا لايقبلون «بهم» هل تفكرون بأن الاحتفال واحترام نبي الإسلام يجعل الناس مشركين؟ ثم إن هذا الأمر لا يخص ايران فحسب بل إن جميع بلاد المسلمين تحترم رسول الله. لماذا أشار إلى ايران ويقول إن الإيرانيين يحتفلون للرسول الأكرام إنهم مشركون. طيب إن الموضوع واضح وهو أن أساس الوحدة قد وضع في إيران. إن هدفنا من الوحدة بين المسلمين سواء الشيعة أو السنة وبين الشعوب هنا أو الحكومات هو أن يكونوا مع بعضهم البعض. إذا كان المسلمون متعاضدين فإن أحداً لا يستطيع الاعتداء عليهم. لا نهم مليار مسلم بثروات هائلة وأموال كبيرة. فما الذي يجعلنا تحت سيطرة قوتين عظميين على الرغم من امتلاكنا لهذه الثروات والأراضي الشاسعة.
إن السبب هو في أننالم نستمع إلى القرآن ولم تستمع حكوماتنا إلى القرآن حيث يقول لاتتولوا اليهود والنصاري- طبعاً الكفار منهم. ولا تصادقوهم «2». طيب إنهم ليسوا أصدقاء بل تحول بعضهم إلى عملاءلهم. لقد كانوا في عهد محمد رضا يعطونهم خيرات البلاد ويتحملون المن والأذي كانوا يقدمون الخيرات ويمن هؤلاء عليهم بالقبول. إن نفس الموضوع يجري الآن في أماكن أخري؟ لماذا يكون الوضع كذلك. لأننا مختلفون فيما بيننا.

*صمود ايران في مواجهة القوى بسبب الوحدة
ألم يشاهد هؤلاء بأن إيران رغم صغرها وعدد سكانها القليلين الذي يبلغ ثلاثين وبضعة ملائين بالمقارنه مع مليار مسلم- ألم يشاهدوا أن ايران عندما انسجم الناس فيها واجتمع الاخوه ووضعوا الخلافات التي قد اختلقوها لنا جانباً استطاعوا القضاء على امبراطورية عمرها 2500 عام رغم قدراتها ومويديها. لاتظنوا أن دولةمن الدول كانت توافقنا إلا نادراً- في البدايات فعندما كنت في باريس كنت أدرك بأن الجميع كانوا مخالفين ولما حصل اجتماع الناس وافق البعض. طيب إن كثيرين منهم مازالوا يوسعون الخلافات. إننا ننادي بأنه لابد من الوحدة وأن يكون لدينا أسبوع للوحدة إن ديننا واحد وإن قرآننا واحد إن رسولنا واحد ولكنهم يتخذون مواقف ضدنا فأخيراً اتخذوا موقفاً هو أن يجتمع المسلمون وأن يعملوا خلاف ما تعمله إيران. طيب ألا يفكر هولائ الذين يتحدثون عن هذه الأمور أو رفاقنا الموجودون في أطراف الخليج ألا يفكرون أولًا بأن قدراتهم مجتمعه لاتساوي قدرة الشاه علماً بأن أمريكا لاتحبهم بقدر ما كان يحب الشاه لأن الشاه كان خادماً أفضل فإذا ما اتجه أحد الشيوخ إليهم لا يعيرونه أدني اهتمام.
ألا يفكر هؤلاء أولًا بأنهم لا يستطيعون مخالفة إيران مخالفة مؤثرة وثانياً لماذا يخالفون. هناك بلدان مسلمان أو عدةبلاد مسلمة تقف اسرائيل في وجهها وتزحف إلى الأمام ولا تعبأبها لماذا تركتموها وتفكرون في إيران التي تنادي بأننا نريد الإسلام وتنادي بأن إسرائيل يجب أن تزول وتنادي يجب ألا نكون تحت سيطرة القوى الكبرى. إذا اجتمع هؤلاء المسلمون فيما بينهم هل توجد قوة تستطيع أن تخالفهم لأنهم هم الذين يحتاجون اليكم ماهي حاجتكم اليهم؟ إنهم يريدون بترولكم إن شريان حياة هذه القوى الكبرى بأيدي المسلمين انها محتاجة إليكم. طيب مادامت هذه القوى محتاجة إلينا لماذا يجب أن نكون تحت السيطرة ونقدم بترولنا هديةلهم. ثم نقدم جميع ما نمتلكه ونتحول إلى أسواق لأمريكا والاتحاد السوفيتي. إن كل ذلك يحصل لأننا لانتمتع بالرشد السياسي.

*الخدمة بدل السيطرة
إن حكوماتنا لا تنتبه إلى أنها لوتصالحت مع شعوبها ستكون سيادتها اكثر من الوقت الذي تنفصل فيه عن الشعوب أو عندما تتحد فرضاً- مع أمريكا فلو أنها تصالحت مع الشعوب فإن الشعوب لاتقول بأننا لانريد حكومات أصلًا. بل إنها تريد حكومةمثل الحكومة الإيرانية فأية طبقة من طبقات الشعب يمكن ألا تقبل بهذه الحكومة إن الجميع يريدونها لأن هؤلاء خادمون ولايريدون السيطرة على الناس بل يريدون تقديم الخدمة. فلو أن تلك الحكومات ظهرت بهذا المظهر وأعلنت بأننا لانريد الحكومة بهذا المعني بل لأن أية مجموعةتحتاج إلى الإدارةفاننا ندير هذا الأمر ولا نريد ان نسيطر عليكم وأن نمارس الظلم والنهب وإننا جميعاً أصدقاء. ولأن مجموعةمنا تعرف الأمو رالسياسية اكثر من الآخرين فإن الشعب يختار هذه المجموعةلتكون هناك حكومةو ليس الأمر بحيث أن الناس لايريدون حكومة. بل يريد الناس حكومة إسلاميةمشفقة عليهم. طيب إن هذه الدول الأجنبية تعرف جيداً ما هي ظروف إيران اليوم وكيف كانت في السابق وليست جاهلة بهذه الأوضاع. ففي العهود السابقه لو كانت تحدث حرب فرضاً- في عهد محمد رضا لم يكن الناس ليرا فقوه‏ فيها بل كانوا يدعون عليه بالهزيمة. ولقد شهدت بنفسي هذا الأمر فعندما دخلت قوات الحلفاء في ايران حيث كان المسلمون معرضين للخطر من جميع الجهات فانهم كانوا يشكرون الله لأن هذه القوات طردت رضا خان فعندما تكون الحكومة بشكل يشكر الناس ربهم لدخول الأجانب بلادهم وطردهم لملك البلاد وأن ذلك كان هدية كبيرة طيب ألا تفكر هذه الدول أن الوضع كان هكذا في ذلك الوقت وأصبح اليوم بحيث أن الحرب جارية في غرب البلاد وجنوبها ويتجه الناس نحو الجبهات من الشرق والشمال ينضم الناس إليها ويساعدونها بالمواد الغذائيه وبأي شكل ممكن تتم المساعدة في الحرب. إذا أصبحت البلاد الأخري بهذا الشكل وتفاهمت مع الشعوب واعتبرت الشعوب مثل الحكام إن الشعوب كالحكام إن غالبية أفراد الشعوب أفضل منّا فلو أن الحكام اعتبروا الشعوب أفضل منهم أو مثلهم وتفاهموا مع الناس فإن الناس سيختارونهم ليعملوا لهم فإذا حدث ذلك في بلاد المسلمين فمن ذا يستطيع أن يخالف المسلمين. ولكن بعض رجال الدين عندهم يسببون الخلافات فهم يتجهون إلى الطائف ويسببون الخلافات ومن هناك يريدون ايجاد الخلاف بين الشيعة والسنة في ايران. فهم يخططون من هناك لايجاد الفرقة هنا لماذا يريدون ايجاد الخلاف هنا لأن الناس هنا اتحدوا واستطاعوا بهذه الوحده أن يوقفوا القوى الكبرى.

*انسجام ابناء الشعب هدية من الله‏
لأجل ذلك يجب ألا نغفل عن شكر الله تبارك وتعالي لهذه الهديةالالهية ألتي منحها لشعبنا. يجب أن نشكر الله لأنه جعل الناس متفقين في الروي وفي المنهج وفي الهدف فإن وجدت مشاكل فإنها موجودة في جميع الأماكن. ففي الاتحاد السوفياتي الذي حصلت الثورة فيها قبل ستين عاماً ونيفاً لايمكن القول بأنها خلت من المشاكل فالناس لايجدون طعامهم ومازالوا يقفون في الطوابير مثل ما تشاهدونه هنا إن المواد الغذائيةتأتيهم من أمريكا كما أن الخلافات الداخليةهناك كثيرةو يمنعون الناس بالحراب. فإذا لم يستخدم الكرملين يوماً الحراب سيدرك حقيقة الوضع في الاتحاد السوفياتي إن الجميع يخالفون النظام السوفياتي. ولكن الناس هنا جميعا متوافقون وأصدقاء ولا توجد هنا حراب ولا نزاعات بل الجميع أصدقاء ورفاق. طبعاً هناك شكاوي ولكنها شكاوي مخلصة وهي تدور حول قضايا يمكن حلها. إن ثورة عظيمة كهذه لا أظنها قد حصلت بهذا العدد القليل وعدم وجود الامكانيات وأمام قوة عظيمة كانت تمتلك كل شي وكان الجميع يوافقونها ولكنها تمكنت من تحقيق النصر. لقد وضعت إيران جميع القوى جانباً ولاتتدخل قوة في إيران وإن ما يقلق هذه القوى هي أنها لماذا لاتستطيع التدخل في ايران وسوف لن تستطيع التدخل حتى النهاية إن شاء الله. إنني أنصح شيوخ المشيخات في أطراف الخليج الفارسي أن ينتبهوا إلى هذه الأمور. فلا يظنوا بأنهم إذا اجتمعوا مع بعضهم سيكوّنون قوة. كلا إذا اجتمعتم جميعاً سوف لا تساوون لقمة سائغه عند محمدرضا في حين أننا غلبنا محمد رضا نفسه ولكننا نحب أن نكون أصدقاء كم ورفاقكم واخوانكم وأن نكون مع البعض. وأن نكون جميعاً مخالفين لأعداء الإسلام وأن نكون «يداً واحدة على ماسوي» «1» ولانريد أن نختلف فيما بيننا وأن نخلق الصراعات في داخلنا.
على كل حال فإنني أتوقع من السادة الكثير ادعوا الناس إلى الوحدة والتضامن والتعاضد فيما بينهم وحاولوا أنتم السادةحل خلافاتهم إذا وجدت إذا وجدت الآن خلافات في أي مكان فإن على السادة أئمة الجماعات والجمع أن يحلوها وأن يتفاهموا مع الناس وأن يتحدثوا إلى البعض وعلى المحافظين في كل مكان أن يعملوا بشكل يرضون الناس من خلاله. إن الناس راضون ولكن انتم اعملوا جيداً إن الناس راضون عنكم إنني آمل أن يمن الله تبارك وتعالي علينا وألا يسلبنا هذا الانسجام والوحدة الموجودين الآن لدينا وأن نظل متحدين مع اخواننا وأن تستمر هذه الوحدة إن شاء الله.
و السلام عليكم ورحمة الله‏

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء