الإمام الخميني و أيام شهر رمضان الكريم

الإمام الخميني و أيام شهر رمضان الكريم

في شهر رمضان المبارك ، و في أجواء النجف الحارة ، كان الامام يأتي الى مدرسة المرحوم آية الله البروجردي لإقامة صلاتي الظهر و العصر و هو صائم . و قبل المباشرة بصلاة الظهر ، كان اولاً يصلي ثماني ركع نوافل صلاة الظهر

تلاوة القرآن و قراءة الادعية في شهر رمضان المبارك

فضلاً عن ادائه لكافة الاعمال العبادية لشهر رمضان المبارك ، كان لدى الامام برنامج خاص حيث كان يخصص وقتاً اكثر لتلاوة القرآن ، حتى أن سماحته كان يختم القرآن ثلاث مرات في هذا الشهر المبارك حسبما أتذكر . و مما يذكر في هذا الصدد ، كانت لدى الامام ثلاث نسخ من القرآن المجيد موزعة في ثلاثة أماكن مختلفة . احدى هذه النسخ موجودة في المكان الذي كان يتوجه اليه للعمل في الصباح . و الأخرى كانت مخصصة لتلاوة القرآن عصراً . و نسخة ثالثة كان يتلو فيها عند المساء . فأينما كان موجوداً ، و كلما سنحت الفرصة ، كان يتلو جزءاً من القرآن ، و بالتالي كان ينتهي من تلاوة نسخ القرآن الثلاث مع انتهاء الشهر الفضيل . حتى أنه في الفترة الاخيرة ، و رغم كل الهموم و المشاغل ، كان يواظب على قراءة الادعية الخاصة بهذا الشهر الموجودة في كتاب  مفاتيح الجنان .. ففي الليالي كان الامام يقرأ دعاء الافتتاح ،و كان مواظباً على قراءة دعاء السحر وكان يوصي بقراءته كثيراً ، وكان يكثر من قراءة دعاء أبو حمزة الثمالي ، و احياناً كان يقول لنا : إذ كان دعاء ابو حمزة طويلاً بالنسبة لكم فإن بامكانكم أن تقرأوه على مرحلتين أو ثلاث و أن تنتهوا منه في ليلتين أو ثلاث . ليس مهماً أن تقرأوه في وقت واحد ، بل المهم أن تقرأوا هذا الدعاء .
( فاطمة طباطبائي ، عقيلة السيد احمد نجل الامام)

الصيام في الطقس الحار

أمضى الامام أربعة عشر عاماً في النجف الأشرف ، و طوال هذه الفترة كان بعيداً عن الابناء و الأحبة . أضف الى ذلك ، ان طقس مدينة النجف الحار كان لا يطاق . لقد تحمل الامام كل ذلك ، و كان يحرص على صيام شهر رمضان على الرغم من طول النهار . و مما يذكر في هذا الصدد أن عامل المنزل عندما كان يأتي في الصباح ، كان يقول للسيدة زوجة الامام : عندما أخذ صينية الافطار الى الامام و من ثم اعود بها أجد أن الامام لم يتناول منها شيئاً ، اقصى ما يتناوله هو قطعة من الكباب .. في ظل هذه الظروف ، و على الرغم من الطقس الحار لمدينة النجف ، كان الامام يواظب على الصيام .
( صديقة مصطفوي ، كريمة الامام  )

حرص الامام على اداء المستحبات

في شهر رمضان المبارك، كنت أقيم صلاتي الظهر و العصر مع الامام في مسجد الشيخ الواقع داخل سوق النجف . أما صلاتي المغرب و العشاء ، فكنت اصليهما مع آية الله السيد عبد العلي السبزواري . و السبب في ذلك هو أن الامام كان مواظباً على اداء نوافل صلاتي المغرب و العشاء رغم كهولة سنه و ضعف بدنه ، حتى في أيام الشهر الفضيل الذي كان يقترن بالطقس الحار و النهار الطويل في فصل الصيف . في حين أننا و على الرغم من أننا كنا شباباً ، و كانت قدرتنا على المقاومة و التحمل أكبر ، إلا أننا كنا نحاول أن ننتهي من صلاتي المغرب و العشاء سريعاً و من دون نوافل كي نلحق الافطار .
(حجة الاسلام سيد مجتبى رودباري )

الجدية في العبادة
في شهر رمضان المبارك ، و في أجواء النجف الحارة ، كان الامام يأتي الى مدرسة المرحوم آية الله البروجردي لإقامة صلاتي الظهر و العصر و هو صائم . و قبل المباشرة بصلاة الظهر ، كان اولاً يصلي ثماني ركع نوافل صلاة الظهر ، و من ثم يشرع بصلاة الظهر بأذان و إقامة طويلين نسبياً . و بعد الانتهاء من تعقيبات صلاة الظهر ، كان يصلي ثماني ركع نوافل صلاة العصر ، ثم يصلي صلاة العصر بأذان و اقامة مثلما يفعل في صلاة الظهر . و بعد الانتهاء من من تعقيبات الصلاة كان ينهض و يذهب . . أن القيام بكل ذلك في هذا السن و في الطقس الحار و عناء الصيام ، لم يكن بالعمل السهل بالنسبة للشباب فكيف و الحال مع الامام ؟ .. بيد أن الامام كان يتوجه للعبادة بجدية تامة .
( آية الله قديري ، عضو مكتب سماحة الامام  )

معنوية الامام الخميني و نورانيته في شهر رمضان

أن هذه الحالات التي ترونها عند اشخاص امثال الامام الخميني ( رضوان الله تعالى عليه ) في سن تتراوح ما بين الثمانين و التسعين عاماً ، إنما هي استمرار لما اعتاد عليه في شبابه .  إذ أن الامام كان قد عاد الى ايران و هو في سن التاسعة و السبعين تقريباً ، و بدأت الجمهورية الاسلامية انطلاقتها . و هذا يعني أن الامام أخذ على عاتقه المسؤوليات الجسام ، في وقت شارف فيه على الثمانين . ففي الوقت الذي كان يتقاعد الاشخاص في مثل هذا العمر و يختاروا العزلة و يفتقدوا الى أية رغبة للقيام بعمل ما ، نجد الامام في هذه السن يضطلع باعمال كبرى ،حيث يأخذ على عاتقه ادارة البلد ، بل و يؤسس لنظام حكم جديد و يمضي قدماً بهذا النظام خطوة خطوة . هذا من ناحية المشاغل و المسؤوليات الهامة .
أما من الناحية المعنوية ، فقد كان الامام  ( رضوان الله تعالى عليه )  على هذا النحو ايضاً . لقد ذكرت ذلك مراراً . ففي العادة لم تكن هناك لقاءات للامام في شهر رمضان . طبعاً احياناً كنا ندهب خلال شهر رمضان للقاء سماحته على الافطار ، أو لدافع آخر . و لكن في الغالب كان الامام يلغي مقابلاته و لقاءاته في الشهر الفضيل . و نحن ايضاً كنا نلتقي سماحته في هذا الشهر أقل مما هو معتاد . و لكن بعد شهر رمضان ، عندما كان الانسان يرى الامام أثناء لقاءه الجماهير و التحدث اليهم ، يدرك بأن الامام اصبح اكثر نورانية خلال هذا الشهر . كان بوسع كل شخص أن يشعر بذلك بكل وضوح . . أن شيخاً عجوز على مشارف التسعين ، كان لا يكف عن الحركة الدؤوبة في هذا الشهر، وكان يتفرغ للعبادة و التهجد و المناجاة بكل جدية ، لان الميدان يعتبر أكثر ملائماً .
( سماحة آية الله الخامنئي )



ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء