ليلة نزول القرآن الكريم

ليلة نزول القرآن الكريم

من الممكن أن هذا الشهر إنما صار مباركاً لأنَّ الولي الأعظم أعني رسول الله (ص) قد وصل، وبعد وصوله نزل الملائكة والقرآن، وبقدرة الوليّ الأعظم ينزل القرآن والملائكة، والوليّ‏ الأعظم يصل إلى حقيقة القرآن في هذا الشهر المبارك وفي ليلة القدر منه.

ليلة نزول الرحمة والمغفرة
بحسب بعض الآيات الواردة في القرآن الكريم جاءت كلمة "القدر" بمعنى التقدير والقياس وتنظيم شؤون الخلائق. فنقرأ في آية من القرآن الكريم إِنَّا أَنْزَلْناهُ في‏ لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرينَ  "فيها  يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكيمٍ" (سورة الدخان/3و4).

ليلة القدرخير من ألف شهر
جاء بالاحاديث المختلفة في منزلة وعظمة وتأثير هذه الليلة في الروايات المعتبرة وكلها دال على عظمتها، وايضا يقول الامام الخميني في شأن هذه الليلة وفضيلتها وسبب تسميتها بالقدر:
«اختلف العلماء في وجه تسمية «ليلة القدر» بهذا الاسم، بعضهم قال إنها سمّيت كذلك لأنها ليلة ذات منزلةٍ ومكانة، وقد أنزل فيها القرآن الكريم ذو القدر والمنزلة بواسطة ملك ذي قدر وعلى رسولٍ ذي قدر ولأمّة ذات قدر.
وبعض قالوا: إنها سميت «ليلة القدر» لأن فيها تُقدّر امور الناس وأرزاقهم وآجالهم ، وآخرون قالوا إنّ سبب التسمية يعود الى أن الأرض تضيق نتيجة كثرة نزول الملائكة في تلك الليلة.» (آداب الصلاة، ص: 429)
و يقول سماحته (قدس سره)في فضل هذا الشهر: «من الممكن أن هذا الشهر إنما صار مباركاً لأنَّ الولي الأعظم أعني رسول الله (ص) قد وصل، وبعد وصوله نزل الملائكة والقرآن، وبقدرة الوليّ الأعظم ينزل القرآن والملائكة، والوليّ‏ الأعظم يصل إلى حقيقة القرآن في هذا الشهر المبارك وفي ليلة القدر منه، وبعد وصوله يتنزّل القرآن بواسطة الملائكة بالمقدار الذي يخاطب به الناس.»
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج‏19، ص: 253

«أنه نزّل القرآن في شهر رمضان، إن القرآن نزل بعد أن عبر حجب النور فورد في شهر رمضان المبارك على قلب رسول الله المبارك وتنزل من هناك حتى بلغ مرحلة يذكر فيها بلسان. »
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج‏18، ص: 394
«ليلة القدر التي أنزل فيها القرآن هدى للناس وعمت العالم فيها فرحة وسعادة عارمة وهي خير من ألف شهر.»
صحيفة الإمام(ترجمة عربية)، ج‏13، ص: 35
وايضا طرق الامام الخميني (قدس سره) في كتاب "آداب الصلاة" بإشارة الروايات المختلفة في شأن فضيلة هذه الليلة وعباداتها الخاصة ويقول الامام: «يقول العارفُ باللّه‏ السيّد ابن طاووس رضى‏الله‏عنه في كتاب «الإقبال»: «... وجدت في كتاب «كنز اليواقيت»، تأليف أبي الفضل بنِ محمد الهروي أخباراً في فضل ليلة
القدر... إلى أن قال: عن النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال:  «قال موسى: إلهي أريدُ قُربكَ.  قال: قربي لمن استيقظَ ليلةَ القدر. قال: إلهي أريد رحمتك. قال: رحمتي لمن رحم المساكين ليلةَ القدر. قال: إلهي أريدُ الجواز على الصّراط.  قال: ذاك لمن تصدّق في ليلة القدر. قال: أريد من أشجار الجنّة وثمارها. قال: ذاك لمن سبّح تسبيحةً في ليلةِ القدر. قال: إلهي أريد النجاة. قال: النجاة من النار؟ قال: نعم. قال: ذلك لمن استغفر في ليلة القدر. قال: إلهي أريدُ رضاك. قال: رضائي لمن صلّى ركعتين في ليلة القدر»..  وفيه ايضاً عن الإمام الباقر عليه‏السلام، قال: «مَنْ أحيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه ولو كانت ذنوبه عددَ نجوم السماء ومثاقيل الجبال ومكاييل البحار» (بحار الانوار: ج89، ص168) .. والأخبار في فضل هذه الليلة أكثر من أن تستوعب في هذه الصفحات.»
(آداب الصلاة، ص: 439-438)

أعمال ليلة القدر:
قال الإمام الباقر (ع): "لو أن الله سبحانه وتعالى لا يضاعف أعمال المؤمنين لما استطاعوا الوصول إلى حد الكمال، ولكن بلطفه يقوم بمضاعفة أعمالهم الحسنة ليُعوِّض بذلك عيوبهم وتقصيرهم". لذلك فقد تم التأكيد على أن يقوم المؤمنون بانتخاب الأعمال الحسنة في مثل هذه الليلة ليفتحوا في الحقيقة الطريق أمام الفضل الإلهي اللامحدود والمضاعف. ويَخُطُّوا مصير سعادتهم بإرادتهم الكاملة. لهذا فقد أُصي كثيراً بإحياء هذه الليلة وقراءة الأدعية وتلاوة القرآن الكريم وإقامة الصلاة و ... ونشير هنا إلى بعض الأعمال التي أُصي بها في ليالي القدر الثلاث العظيمة ؛ الليلة التاسعة عشر والواحدة والعشرون والثالثة والعشرون: 1- الغسل. 2- إحياء الليل وقيامه. 3- تلاوة القرآن الكريم. 4- إقامة الصلاة وقراءة الأدعية. 5- الاستغفار والتوبة.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء