ما قاله سماحة الامام الخميني(قدس سره)، حول الامام المنتظر(عج)، يعكس الحقائق الكامنة في مَهمة عصارة الخلفية ووارث النبوة ومُجري العدالة، على كافة الاصعدة.
حسب رؤية الامام(قدس سره)، ان امام العصر، الحي بقدرة الله تعالى، مشرف على الاوضاع، واسطة فيض وعنايات الحق، الحاكم على كافة الخلائق وصاحب مقام خاتمية الولاية الجامعة، بطبيعة الحال باتباع رسول الله(ص)، الأنسان الكامل وعصارة كل كائن، عصارة الخلفية ووارث النبوة، وديعة الله تعالى للأنسانية، وطليعة انعتاق الأنسان ومُحقق غاية بعثة الانبياء(ع) ومُقيم العدالة في كل ما تشمله الانسانية. (تبيان، امامت وانسان كامل، ص 352-355، ف) ...هكذا يتحقق الوعد الالهي وانتصار المستضعفين والمظلومين، بظهوره(عج)، ويُثمر مسعى كافة الصالحين والانبياء(ع)، ومجاهدي طريق الحق، وتُثمر غاية بعثة الانبياء(ع) ببسط العدالة والمنافع العامة:
«قضية غيبة صاحب العصر، قضية مهمة نفهم من خلالها العديد من المسائل ومنها: ان الله لم يدخر إنساناً ينهض بهذا العمل الجبار في بسط العدل بمعناه الحقيقي في كل المعمورة الا المهدي الموعود-- سلام الله عليه-. فكل الانبياء جاؤوا لتطبيق العدل وكانت مهمتهم نشر العدل في ربوع العالم برمته، ولكن لم يكتب لهم النجاح. وحتى خاتم الرسل-- صلّى الله عليه وآله وسلم-- الذي جاء لاصلاح البشرية وتطبيق العدالة، لم ينجح في تحقيق هذا الهدف في عصره. وان من يكتب له النجاح في تحقيق هذا الهدف ونشر العدالة في كافة انحاء العالم، وليست العدالة التي يفهمها عامة الناس والمتمثلة فقط في بسط العدل على الأرض لتحقيق الرفاهية للناس، بل العدالة في كافة المراحل والدرجات الإنسانية. الإنسان إذا ما انحرف عن جادة الصواب سواء انحراف عملي، أو انحراف روحي، أو انحراف عقلي، فمعالجة هذه الانحرافات بالمعنى الحقيقي هي ايجاد العدل لدى الإنسان. فعندما يعود الإنسان المنحرف خلقياً إلى جادة الاعتدال فان ذلك يعني تحقيق العدالة في داخله، واذا ما طرأ أي انحراف أو سقم على عقائد الإنسان فان تعديل هذه العقائد المعوجة والسقيمة والعمل على تصحيحها وجعلها على الصراط المستقيم يعد بسطاً للعدل على صعيد عقل الإنسان. ففي عصر ظهور المهدي الموعود-- سلام الله عليه-- الذي ادخره الله، وبما أنه لم يتيسر لأحد من الأولين والآخرين-- سوى الإمام المهدي الموعود-- ان يبسط العدل في كل العالم، فإنّ الشيء الذي لم ينجح الانبياء في تطبيقه رغم أن بعثتهم كانت لأجله، فالله تبارك وتعالى قد ادخره ليقيم ما كان يتمناه جميع الانبياء إلا أن العقبات حالت دون تطبيقه، وكذلك ما كان يتمناه الاولياء، ولكن لم يتمكنوا من تحقيقه. » (صحيفة الإمام الخميني، ج12، ص385- 384(
فماذا علينا اذن؟
«علينا نحن الذين ننتظر ذلك اليوم، أن نسعى لإحقاق الحق وأن نجعل قانون العدل الإلهي هو القانون الذي يحكم هذه البلاد، بلاد ولي العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه). وأن نحذر من النفاق والمنافقين، ويكون اهتمامنا منصبّاً على جلب رضا الله سبحانه وتعالى، في سعينا للعيش كإخوة تحت قانون العدل والمساواة والسير بثورتنا الإسلامية إلى الأمام. ويجب أن نعلم أن الله يرى أعمالنا ويراقبنا، ولهذا يجب أن لا نتخلى عن القوانين الإسلامية، وأن لا نعير لوساوس الشيطان وأصحاب الفتن أي أهمية.»( صحيفة الإمام الخميني، ج14، ص371-370)
والوعد...؟
«لقد وُعدنا أنه إذا ظهر إمام العصر سلام الله عليه ستزول هذه الاختلافات ويكون الجميع إخوة ولن يكون هنالك أقوياء وإكراه.» ( صحيفة الإمام الخميني، ج11، ص245)