مختصر السيرة الذاتية لاساتذة الامام الخميني(قده) وما تركوه من اثر عليه

مختصر السيرة الذاتية لاساتذة الامام الخميني(قده) وما تركوه من اثر عليه

-        الشيخ عبدالكريم الحائري

خلّف آثاراً علمية قيمة، اضافة الى التدريس وتربية طلبة مشاهير كـ: الامام الخميني (قده)، والآيات العظام: السيد محمد تقي الخوانساري، الحجة الأراكي، النجفي المرعشي و... الذين اصبحوا فيما بعد من مراجع التقليد المشهورين. لقد قام الامام (قده) بتجليل وتكريم استاذه آية الله الحائري، مرات عديدة وخلال مناسبات وتأليفات شتى، من بينها كتاب: شرح الاربعين حديثا، وكذلك اظهر الامام، في اشعاره خلال فترة الشباب، اهتماماً واحتراماً خاصً له.

 

-        آية الله الميرزا جواد الملكي التبريزي، احد اساتذة الامام في درس الاخلاق:

في الوقت الذي اطلق فيه الامام الخميني (قده) عناوين سامية كـ: الشيخ الجليل القدر، والعارف بالله، عليه، اوصى كافة سالكي طريق الحق بمطالعة تأليفاته. قال الامام في زاوية من كتاب (سرالصلاة): ايها العزيز! لاتعرّض نفسك لوسوسة الشيطان، ولا تقنع بالاكتفاء بما عندك.. تحرك واجعل اخلاقك وحالاتك النفسية تحت (شعاع) المطالعة والاستقصاء، واستأنس بكلمات ائمة الهدى عليهم السلام. وكبار العلماء، فان فيها البركات... طالع كتب الشيخ الجليل القدر، والعارف بالله الحاج الميرزا جواد التبريزي (قده) من العلماء المعاصرين، لعلك تخرج من الامتناع والتعسّف.

 

-        آية الله الميرزا محمدعلي الشاه آبادي، استاذ الامام في درس العرفان:

لم تكن رابطة الامام وآية الله الشاه آبادي، من جانب واحد، بل ان آية الله كانت له علاقة خاصة واخلاص بالنسبة للأمام، وكان يوصي ابناءه: "متى ماجاء (الامام الخميني)، استقبلوه وأتوا به إليّ، على كل حال، لئلا يتأخر اللقاء، وليكن محط انظاركم بعدي". لقد تبلورت العلاقة (بينهما) الى حد، كانت فيه بعض كتب العارف الكامل الشاه آبادي الخطية، عند الامام الخميني، حيث تم نهبها خلال مهاجمة الساواك (جهاز الأمن في العهد الملكي) لمكتبة الامام في سنة 1342 شمسي (1963 م).

 

-        آية الله السيد ابوالحسن الرفيعي القزويني، استاذ الامام في درس الفلسفة:

رغم انه كان، غالباً، يزاول العلم، الدراسة والبحث، لم يكن، ايضاً، بعيداً عن الشؤون السياسية واليومية للمجتمع. فعندما بدأ تلميذه في درس الفلسفة، سماحة الامام، النضال، وقف الى جانبه ودافع عنه ومؤذناً الكفاح، كذلك. وخلال الاحداث التي اعقبت لائحة (المجالس المحلية) المضادة للدين الاسلامي، من قبل النظام البهلوي البائد، بعث آية الله الرفيعي القزويني رسالة إلى رئيس الوزراء آنذاك، اعترض فيها على تجنيد رجال الدين الشباب و... وعقب نفي الامام الى تركية، تابع الموضوع برسالة الى السفير التركي.

 

-        المرحوم آية الله ميرسيد علي اليثربي:

درس الامام الخميني (قده) قسماً من كتاب (الكفاية) عند المرحوم آية الله اليثربي، حيث ذكر ذلك خلال سيرته قائلاً: درستُ (السطوح) عند المرحوم الحاج السيد محمد تقي الخوانساري، وقسماً منها او اكثر بقليل عند المرحوم الميرزا السيد علي اليثربي الكاشاني، وكنا معاً نذهب لحضور درس (الخارج) للمرحوم آية الله الحائري، الحاج الشيخ عبدالكريم.

بعد وفاة آية الله اليثربي، ادام شقيقه وتلميذه آية الله السيد مهدي اليثربي المسار، واحكم ارتباطه بسماحة الامام. ولو انك امعنت النظر في (صحيفة الامام)، لوجدت تبادل عشرات الرسائل بينهما.

 

-        آية الله السيد محمد تقي الخوانساري:

درس الامام الخميني (قده) قسماً من (المكاسب) عند آية الله الخوانساري، حيث تعلق به سماحته كثيراً لحين وفاته، وكان يقتدي به في صلاتَيْ المغرب والعشاء في المدرسة الفيضية، ولم يقتد الامام بعده بأحد. كان آية الله الخوانساري، كآية الله البروجردي، وآية الله صدر الدين الصدر، يعير اهمية بالغة لمشاورة الامام، حول الحوزة العلمية والمواضيع الاخري.

 

-        آية الله الشيخ محمدرضا المسجدشاهي، استاذ الامام في العروض والقافية وفلسفة الغرب:

كان هذا الاستاذ يتمتع بشخصية ثقافية منفتحة، حيث تجرأ، خلال تلك الفترة (المقيّدة) في الحوزات العلمية، التي كانت تعد كل ظاهرة او اداة ثقافية مبغوضة وحراماً، اعلن ان الغرامافون والراديو وجهاز التسجيل حلال، وحُرمة ذلك ترتبط بطريقة الاستفادة منها. كما وضمّ بين جناحيه، نفساً فنية ومعرفة بالجمال، حيث وضع فن الموسيقى الى جانب الفنون الاخرى، كالشاعرية، الهندسة، الحياكة... وسائر جماليات الطبيعة، ونظر اليها بايجاب، في رسالته (روضة الغناء)، التي كانت محط عناية سماحة الامام، الذي ذكر اقساماً منها، وانتقد البعض الآخر في كتاب (البيع).

 

-        آية الله الحكمي اليزدي، استاذ الامام في الهيأة والحساب:

بالنظر الحياة الامام الخميني (قده) العلمية، وزمن حضوره في مدينة قم (حوالي سنة 1300 شمسي -1321 م)، ووفاة آية الله الحكمي اليزدي عام (1305 شمسي -1926 م)، يمكن اعتبار أن اول استاذ للامام في حقل الحكمة والمعقول، كان الميرزا الحكمي اليزدي، وقد ذكر ذلك الامام بأنه درس الحساب والهيأة (النجوم) عنده. ان ماجاء من نص حول الاخلاق لسماحته في كتاب (الاربعون حديثاً)، والخاطرة التي اشار اليها ورواها عن استاذه، في تفسير سورة الحمد، يعبّر عن جو الحوزة العلمية في قم، آنذاك، ومقارعتها للفلسفة.

 

-        آية الله السيد حسين الطباطبائي البروجردي، الاستاذ الفخري للامام:

اوجد آية الله البروجردي، تغييراً في اسلوب الاجتهاد، وابدع مراجعة اقوال القدماء (في الاصول الاولى)، اضافة إلى النصوص في هذا المجال. لعل ذلك من الاسباب، التي ذفعت الامام الخميني (قده)، الى طي المقدمات والسطح، بصورة دقيقة، وحضور درس آية الله البروجردي، عقب ذلك، وانه مدعاة للاجتهاد.

فكتاب (لمحات الاصول) لسماحة الامام، هو، املاءات درس (خارج الاصول) لأية الله البروجردي. وعلى رغم ان الامام، كان مخالفا لاستاذه في كثير من آراء الاصول، وكانت لديه نظريات اصولية مستقلة، الّا انه لم يُضِف اية حاشية تحقيقية (من عنده)، او يُظهر معارضة لنظريات استاذه، وقام بتدوين (املاء) درسه.

 

-        القسم العربي، الشؤون الدولية.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء