تفقد رئيس الجمهورية صباح السبت، مكان حادث الحريق وانهيار مبنى (بلاسكو) وسط طهران حيث تعرف عن كثب على مسار الإجراءات المتخذة لإزالة الانقاض وانقاذ المنكوبين.
وعلى هامش زيارته التفقدية أكد الرئيس روحاني ان حادث انهيار مبنى بلاسكو التجاري في طهران، هو درس وتحذير لجميع المسؤولين للقيام بتخطيط دقيق لضمان أمن وسلامة المواطنين.
واعرب عن اسفه البالغ لوقوع هذا الحادث، للمواطنين وايضا لممتلكات التجار والمشكلات التي وقعت في هذه المنطقة، وقال: إن هذا درس وتحذير لجميع المسؤولين بأن يقوموا بتخطيط اكثر دقة من اجل توفير الامن والسلامة للمواطنين، ولابد ان تكون المدن والمناطق والمتاجر والطرقات آمنة وهذا من حق الجميع.
وأضاف روحاني: في هذا الحادث كان هناك تنسيق وتعاون جيد بين جميع المسؤولين، سواء رجال الاطفاء الاعزاء المضحين أو الفرق الطبية والمسعفين أو الفرق الأخرى التي تواجدت في المكان لتسهيل الامور، كما ان مسؤولي الشرطة تواجدوا من اجل تقديم المساعدة اللازمة، ومازال التعاون والتنسيق مستمرا بشكل جيد.
علينا ان ننحني إجلالا لتضحيات رجال الإطفاء والإسعاف
وابدى الرئيس روحاني أسفه العميق للأشخاص الذين علقوا تحت الانقاض، وأعرب عن امله بأن يتم انقاذهم أو بعضهم من تحت الإنقاض بسلام، مضيفاً: إن الذين فقدوا ارواحهم سيبقون مخلّدين في قلوب المواطنين، لأنهم هرعوا لإنقاذ الناس، الا انهم حوصروا بين النار والدخان والحديد والعديد من المشكلات، سائلا الله تعالى لهم الاجر الجزيل ولعوائلهم الصبر الجميل، مؤكدا ان علينا جميعا ان ننحني إجلالا لهذه التضحيات والملحمة التي سطرها رجال الإطفاء والإسعاف.
جميع المسؤولين سيبذلون جهودهم لإعادة الامور الى طبيعتها
وأكد روحاني ان هناك العديد من الاجراءات المتبقية التي يجب تنفيذها، مبينا انه يجب الإستمرار في رفع الانقاض لنتمكن من إنتشال جميع الاشخاص العالقين تحتها.. ويجب إعادة هذا الشارع الى وضعه الطبيعي باعتباره شارعا تجاريا حساسا نظرا لقرب موعد اعياد رأس السنة (الايرانية).. وعلى منظمة الضمان الاجتماعي ان تسارع الى التعويض عن العمال الذين فقدوا عملهم هنا.. والكسبة الذين فقدوا ممتلكاتهم، فمن لديه تأمين لابد من تعويضه ومن ليس لديه تأمين، لابد من تقديم المساعدات لهم عبر مختلف الجهات المانحة سواء الحكومة أو البلدية أو المجلس البلدي، وإننا جميع المسؤولين ستتكاتف من اجل الحد من هذه الخسائر والتبعات المدمرة لهذا الحادث، والتقليل من معاناة المتضررين.
وأعرب روحاني عن شكره للمواطنين الكرام في انحاء البلاد لتضامنهم ومواساتهم في هذا الحادث الأليم، مؤكدا أن من المهم القيام بتخطيط أكثر دقة من اليوم فلاحقا بالنسبة للمناطق التجارية والسكنية التي قد تواجه خطرا مشابها، من اجل التقليل من وقوع هكذا حوادث، معلنا اننا بحاجة الى خطة اكثر شمولا لتحسين الوضع في النسيج القديم المتهالك للمدن الكبرى.
كما دعا الى ضرورة مساعدة الذين لديهم ضمان اجتماعي، بشكل سريع، بل ومساعدة الذين ليس لديهم ضمان أيضا.
وختم بالقول: على البلدية والحكومة والمجلس البلدي وكافة المسؤولين التكاتف لخفض حجم الخسائر والآلام.
كما قدم سماحة آية الله السيد حسن الخميني حفيد الامام الراحل التعازي بهذه المناسبة و أشاد بتضحيات رجال الاطفاء.
كما قام علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الاسلامي يوم امس بزيارة تفقدية لمكان الحادث وقدم توجيهات للاسراع في عمليات الإنقاذ والاغاثة وازالة الانقاض.
هذا وتواصل فرق الاغاثة والانقاذ والاطفاء، عمليات ازالة انقاض مبنى (بلاسكو).
وبعد مضي نحو ثلاثة ايام على وقوع حادث انهيار المبنى تمت ازالة مئات الاطنان من الانقاض من موقع المبنى المنهار.
وقال كياني مسؤول العمليات الميدانية: إن 50 بالمائة من عملية ازالة الانقاض قد انجزت لغاية الان وسيتم انجاز العمل حتى نهاية الاسبوع.
ووفقا لأحدث احصائيات منظمة الطوارئ بطهران فقد بلغ عدد الجرحى في الحادث 119 شخصاً، تم نقل 37 منهم الى المستشفى مازال 4 منهم راقدين فيها وعولج 82 شخصا آخر في مكان الحادث.
وصرح المتحدث باسم منظمة الاطفاء جلال ملكي، بان 3 من رجال الاطفاء قد تأكد استشهادهم لغاية الان حيث تم انتشال جثة اثنين منهم من تحت الانقاض فيما استشهد الثالث في المستشفى.
واعلن بان ما لا يقل عن 25 شخصا بقوا تحت الانقاض من ضمنهم 16 من رجال الاطفاء، ومازالت عملية البحث عنهم جارية.
يذكر ان النيران اندلعت نحو الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (الرابعة والنصف صباحا بتوقيت غرينتش) من يوم اول امس الخميس في الطوابق العليا لمجمع أو مبنى (بلاسكو) التجاري القديم والمعروف الواقع وسط العاصمة طهران، وبعد 5ر3 ساعة أي نحو 5ر11 صباحا انهار المبنى فجأة.
وقد أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية ان الوزارات والسفارات الايرانية نكست اعلامها السبت وفتحت سجل للتعازي بالمناسبة، فيما واصل قادة دول وشخصيات تقديم التعازي الى ايران بهذه المناسبة الاليمة، من بينهم رؤساء جمهورية لبنان وآذربايجان وارمينيا ورئيس مجلس النواب اللبناني والسيد عمار الحكيم وحركة حماس والخارجية الفرنسية ووزير خارجية سلوفينيا.