خدمة الشعب

خدمة الشعب

ان الشعب الايراني بكل فئاته – بدءً بالقوى المسلحة النظامية وشبه النظامية وحرس الثورة وقوات التعبئة، مروراً بالقوى الشعبية من العشائر والمتطوعين والقوى المرابطة في جبهات القتال وخلفها – يقدمون التضحيات بكل شوق ولهفة ويسطرون اعظم الملاحم.

إنّ فلسفة وجود حاكم إسلامي، ان يكون في خدمة الشعب، و وجوده في هذه المكانة يعتبر افتخار له . كما انَّ وجود حاكم لائق، نعمة من الله تعالى يتوجب على ذلك شكرها، فاذا كان الحاكم الاسلإمي كذلك، و حسبما عبّر عنه دستور الجمهورية الإسلامية بكلمة «القائد» .. فعلى هذا القائد او الحاكم ان يكون متميّزاً و ان يشكرَ لله تعالى ذلك، لما اعطاه من لياقة لخدمة الشعب.
هكذا كان الإمام الخميني(قدس سره).. فقد وهبه الله تعالى للشعب و وهب، هو، نفسه للشعب و لخدمة الشعب على أحسن وجه .. و هذا ما نراه في خطبه و كلماته و تأليفاته، و لاسيّما في وصيته، حيث قال، في قسم منها:
"انني أدّعي وبجرأة بان الشعب الايراني بجماهيره المليونية في عصرنا الحاضر افضل من شعب الحجاز الذي عاصر رسول الله(ص) ومن شعب الكوفة والعراق المعاصرين لأمير المؤمنين والحسين بن علي(ع) فمسلموا الحجاز لم يطيعوا رسول الله(ص) وتخلفوا عن جبهات الحرب بذرائع مختلفة حتى و بخهم الله تعالى بآيات من سورة التوبة وتوعدهم بالعذاب.. وكم رموا الرسول(ص) بالاكاذيب حتى انه لعنهم من على المنبر – على ما نقلت الروايات -.
اما أهل العراق والكوفة فلكثر ما أساءوا الى امير المؤمنين(ع) وتمردوا عليه، حتى صارت كتب الاخبار والسير تضجّ بشكاواه منهم، كذلك فانهم وقفوا مع سيد الشهداء(ع) بين متردد عن الاقدام على الشهادة بين يديه، وبين هارب من المعركة او قاعد عن القتال حتى وقعت بحقه(ع) تلك الجريمة التاريخية النكراء، في حين اننا نرى اليوم ان الشعب الايارني بكل فئاته – بدءً بالقوى المسلحة النظامية وشبه النظامية وحرس الثورة وقوات التعبئة، مروراً بالقوى الشعبية من العشائر والمتطوعين والقوى المرابطة في جبهات القتال وخلفها – يقدمون التضحيات بكل شوق ولهفة ويسطرون اعظم الملاحم، ناهيك عما تقدمه الجماهير الكريمة من معونات قيمة في جميع انحاء البلاد، وما يرى من التفاؤل على وجوه المعوقين وذويهم وعوائل الشهداء مما يبعث على الحماس، وما يطلقونه من مقولات وما يفعلونه من اعمال ملؤها الشوق والاطمئنان دافعهم الى ذلك كله عشقهم وحبهم وايمانهم المطلق بالله تعالى وبالاسلام والحياة الابدية، والحال انهم ليسوا في محضر رسول الله(ص) المبارك ولا في محضر الامام المعصوم(ع) ليس لهم من دافع في ذلك سوى الايمان بالغيب والاطمئنان له، وهذا هو سر التوفيق والنصر في ابعادهما المختلفة.
والاسلام يفتخر انه انشأ كهؤلاء الابناء، كما اننا فخورون باننا في عصر كهذا العصر وفي محضر شعب كهذا الشعب" .

النداء الاخير( الوصية السياسية الالهية لامام الخميني)، ص 21. الناشر: مؤسسة تنظيم و نشر تراث الإمام الخميني- الشؤون الدولية
الطبعة الثامنة 1429 ه . 2008 م

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء