محمدحسين عبده عطيوه – مصر
الدولة الاسلامية في ايران الآن هي الكيان الذي يجسد الحضارة الاسلامية التي زرعها محمد –صلى الله عليه وآله وسلم- في الجزيرة العربية.
الثورة وبفعل الأمة هناك التي أنعم الله تعالى عليها بقائد وإمام ممّيز من نفس المستوى الحضاري والتاريخي، لأن الإمام الخميني رجل تاريخي، رجل عندما تنظر إليه من رأسه إلى اخمص قدمية وتسمع لكلامه تجد أن الإسلام يتكلم هذه الثورة فيما قدمته لمسلمي العالم دون أن يقدم لها مسلمي العالم شيئاً قبل الانتصار فهذه الثورة بالنسبة لمسلمي العالم اختصرت لنا مسافات طويلة ووفرت علينا مشاق كثيرة وأشواك في الطريق وتجارب صعبة وآلام وصعوبات كثيرة، فالثورة الإسلامية من خلال جهاد الأمة هناك استطاعت أن تختصر الطريق لمسلمي العالم فإن دماء الشهداء الذين سقطوا في ايران لم يصنعون مستقبل ايران فحسب وإنما صنعوا مستقبل الأمة كلها.
فإن دماء الشهداء هناك لم تنقل ايران لوحدها من مرحلة الى مرحلة، والأمة قبل الثورة الاسلامية لم يكن لديها مشروع حضاري فجاءت الثورة لتصنيع مشروعاً للأمة –فالأمة كانت محكومة نفسياً وجاءت الثورة لتملأ الأمة بمعنويات الإمام وأنصار الإمام لتضخ في عروق شباب ورجال ونساء هذه الأمة دماء محمد –صلى الله عليه وآله وسلم- هذه الثورة أعطت لهذه الأمة معنويات ما كانت لتحصل عليها قبل الثورة.
أن الثورة الاسلامية أثبتت لمسلمي العالم ومستضعفيه أن الذي لايمكن تجاوزه في الأرض هو معادلات الله وقوانينه، أما قوانين أمريكا ومعادلاتها فمن الممكن أن تتحطم بإرادة المؤمنين الحسينين الخمينيين.
فالثورة الاسلامية هي حجة الله على المسلمين وعلى الخلائق في هذا العصر.