رؤية الامام الخميني (قدس سره)، حول حافز النهضة الحسينية (القسم الاول)

رؤية الامام الخميني (قدس سره)، حول حافز النهضة الحسينية (القسم الاول)

بسم الله الرحمن الرحيم

بالطبع، ان نهضة الامام الحسين عليه السلام، هي، ليست اهم حركة سياسية واجتماعية فقط،  بل وتعتبر اهم حركة اصلاحية في تاريخ الاسلام. ذلك لانها اعظم خاطرة وذكرى وتاثير، على امتدادالتاريخ. وما تمتعت به من بحث ودراسة وتحليل خلال ذلك، ولاتزال. فهي ما قل مثيلها بل ولا مثيل لها. الا انه وبسبب عصمة الامام الحسين عليه السلام والمكانة الرفيعة المقدسة التي يحتلها، لم تكن هناك دراسات بحثية وافية وشاملة ... وما لدينا، لا يعدو مدونات تشير الى تاريخ وشرح الواقعة وما حدث قبل ذلك، اللهم الا النزر اليسير ! ... لكنه وخلال المائة سنة المنصرمة، خاصة في السنوات الماضية، تم تدوين كتب بحثية قيمة في هذا الحقل. ومن المواضيع الهامة المتناولة فيها، سبب ودليل الامام الحسين عليه السلام لثورته، حيث لم يكن الجواب واحدا متشابها. هل كان الامام (ع) ينوي تشكيل حكومة، عندحركته نحو الكوفة ؟ او، كان حافزا اخر لديه ؟ ... او، كان عليه السلام ملزما بتنفيذ مهمة خاصة، لا يمكن تحليلها وتعميمها ؟ ... او، كانت حركته السياسية تحظى بدعم فكر انساني ما ؟ ... او، هل ان تغير الظروف السياسية اثر على خططه وحوافزه ؟ ... او، هل ان سببا واحدا في جميع ما احاط به، قاده الى مقصده ؟ ...

بطبيعة الحال، الجواب على ذلك، يستدعي بحث ودراسة بياناته ومواقفه عليه السلام، وما تمتعت به حركته من ميزات. فقد اختلفت حول ذلك نظرات العلماء والمفکرين الاجتهادية وجاءت ردودهم متفاوتة. فهذا الامام الخميني (قدس سره)، يتعرض لحركة الامام الحسين عليه السلام، من نافذة بعض العوامل التي ادت الى ذلك، معربا ان حافزه(ع)، هو تشكيل حكومة:  " فلم تكن القضية مجرد استطلاع للامر، وانما تقدم لاستلام الحكم ... وان تحركه كان من اجل هذا المعنى بالاساس. وهذا فخر له.  ویخطئ من يتصور ان الامام سيدالشهداء، لم ينهض من اجل الحكم. لقد نهض من اجل ان يكون الحكم بايدي من هم امثال سيد الشهداء. ان ثورة الانبیاء منذاليوم الاول وحتى الخاتم، الثورة المسلحة وغير المسلحة، كانت في الحقيقة من اجل مقارعة الظالمين والتصدي للجبروت والجور ومناصرة المحرومين ." (1)... كانوا، احيانا، يذكرون ان دليل الامام الحسين عليه السلام، للثورة هو، الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. هذا مفهوم واسع، يشمل حقولا شتى منها: صدظلم الظالم، تعريف الانحرافات المذهبية والدينية لحكومة تدعي انها دينية، فضح الظالمين وتشكيل حكومة اسلامية. كل ذلك يحتويه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. لقد اشار امام الامة (قدس سره) بين حين واخر، الى ما يتضمنه الموضوع المذكور:

" ان دافع سيد الشهداء سلام الله عليه ومنذاليوم الاول لثورته، تمثل في اقامة العدل. اذ قال: الا ترون (انه) لا يعمل بالمعروف ولا ينهى عن المنكر. لان كل انحراف منكر، وعدا نهج التوحيد المستقيم، فهو منكر لا بد من ازالته. " (2)، فما كان يجري خلال حكم يزيد من المنكرات الهامة، هو محو الدين وتحريف حقيقة الاسلام. فقد حرف يزيد، خلافة رسول الله (ص) وابدلها بنظام استبدادي ديكتاتوري ... وكان يمزج الخمر والقمار والصلاة معا ! ... لقد ازال الامام الحسين (ع)هذا الخطر الكبير (بثورته). قال الامام الخميني (قدس سره): " ... فسيد الشهداء سلام الله عليه، راى معاوية وابنه، لعنهما الله، يمحوان الاسلام ويقلبانه قلبا. فالاسلام جاء لصنع الانسان ." (3)

________

1_ صحيفة الامام العربية، ج 21، ص11.

2_ نفس المصدر، ج 21، ص 9.

3_ نفس المصدر، ج 8، ص 261.

_____

القسم العربي (د. سيد حمود خواسته)، مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني (قدس سره).

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء