شخصية سماحة الامام الخميني و سماحة الامام الخامنئي من اهم العوامل الاساسية المؤثرة في انتصار الثورة

شخصية سماحة الامام الخميني و سماحة الامام الخامنئي من اهم العوامل الاساسية المؤثرة في انتصار الثورة

في حوار شامل مع قناة العالم الاخبارية أكد السيد حسن نصر الله الامين العام للمقاومة الاسلامية في لبنان (حزب الله)، ان إيران بلاد قوية ذات سيادة والولايات المتحدة تخشى محاربتها.

واستهل السيد حسن نصر الله المقابلة الخاصة مع قناة العالم بقوله ان فرحة وصول الإمام الخميني من المنفى في باريس الى مطار طهران قبل 43 عاما كانت من أروع مصاديق أيام الله العظيمة.

واليكم الجزء الخاص من المقابلة بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الاسلامية:

العالم: بداية من وحي المناسبة.. ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في ايران، باي روحية يحتفل السيد حسن نصر الله بالعيد الثالث والاربعين للثورة الإسلامية؟
السيد نصر الله: بسم الله الرحمن الرحيم.. اهلا وسهلا بكم.. بطبيعة الحال الانسان يستعيد مشاعر الفرح والسعادة والبهجة العارمة لذكرى الانتصار في تلك الايام.. يعني انا اذكر في عام 1979 العالم كله العدو والصديق كان يتابع حركة الامام الخميني قدس سره الشريف في باريس واعتقد ان قلوب عشرات الملايين كانت مع الامام وهو على متن الطائرة التي انتقلت به من فرنسا الى طهران، والقلوب معلقة مع الامام بين الارض والسماء، هل سيصل الامام الى مطار طهران؟ هل سيتم اسقاط الطائرة؟ ماذا سيحدث بعد ذلك؟ دائما هذه الاحاسيس والمشاعر والخواطر والانطباعات يستعيدها الانسان، وبالتالي فرحة وصول الامام الى مطار طهران والاستقبال المليوني العظيم المنقطع النظير في التاريخ، لا يوجد استقبال كهذا الاستقبال الذي حصل للإمام، خطابه في مقبرة جنة الزهراء، يعني مقبرة الشهداء، والاحداث التي حصلت وصولا الى اعلان الانتصار، حقيقة هي من اروع واعظم مصاديق ايام الله عندما نتحدث عن ايام الله.. هذا يوم من ايام الله العظيمة ، الانسان عندما يستعيد تلك الذكرى دائما يشعر بالبهجة وبالفرح والامل بالمستقبل، هذه هي مشاعرنا كما هي مشاعر كل المحبين .
العالم: سماحة السيد دائما سمات القيادة في ايران كانت بارزة منذ زمن الامام الخميني الى زمن سماحة السيد القائد آية الله علي الخامنئي، هناك الكثير من السمات التي اعطت الثورة بروزها حتى الآن بهذا الواجب المستمر، برأيكم ما ابرز سمات القيادة في ايران التي حققت هذا الانجاز؟
السيد نصر الله: يعني سواء عندما نتحدث عن الامام الخميني (قدس) او عن سماحة السيد القائد الامام الخامنئي دام ظله، هناك مواصفات عالية، يعني نحن اولا امام شخص هو فقيه على درجة عالية من الفقاهة والاجتهاد والعلم والتخصص في العلوم الاسلامية وفي الشريعة الاسلامية، امام انسان مؤمن قبل ان نتحدث عن الفقيه، المؤمن التقي الورع الذي يخاف الله ولا يخاف احدا سوى الله سبحانه وتعالى ، واصل الى الفقيه الى العالم الى المفكر الى الانسان الحكيم الى الانسان الشجاع، يعني ميزة الحكمة والشجاعة هي اهم ميزة يجب ان تتوفر في قائد ثورة او قائد نظام بهذا المستوى، العقل الاستراتيجي، الخلفية التاريخية ، الافق الواسع والكبير، هو لا ينظر فقط الى مدينته او الى بلده، هو دائما كان يرى العالم كله، يعني من خلال خلفيته العقائدية والايمانية والمعرفية، لديه قدرة هائلة على التحمل على الصبر على الجلد، الاستعداد العالي للتضحيات، الخبرة المتراكمة، نحن نتحدث عن قادة لديهم خبرة عالية ومتراكمة نتيجة تجربة وليس فقط نتيجة الدراسة او التحصيل العلمي، فمما لا شك فيه أن شخصية سماحة الامام شخصية سماحة القائد من اهم العوامل الاساسية المؤثرة في انتصار الثورة في قيام ننظام الجمهورية الاسلامية ، في صمود هذا النظام وفي تطور الجمهورية الإسلامية الايرانية الى ما وصلت اليه الان.


العالم: طبعا القيادة تقلق اعداء ايران لدرجة انه احد الجنرالات الاسرائيليين يقول انه اكثر ما يخيفنا في ايران هي كاريزما القيادة الروحية ويقصد القيادة الموجودة حاليا، برأيكم ايران اليوم بعد 43 عاما اين موقعها في العالم اين موقعها في المنطقة، ماذا يمكن ان يقال عن هذه الـ"ايران" التي حوصرت منذ 43 عاما وحوربت حتى الآن وهي بهذا الواقع؟
السيد نصر الله: يمكن ان تنظر الى تقييم هذه النقطة من اكثر من زاوية، من زاوية النموذج ، اليوم الجمهورية الإسلامية في ايران والتي هي حصيلة ونتيجة الثورة الاسلامية الشعبية التي حصلت فيها، هي تشكل نموذجا في العالم الإسلامي وفي العالم الثالث بل في كل العالم، لدولة ذات سيادة حقيقية، تعرف نحن لدينا مشكلة في العالم الثالث هي مشكلة السيادة والاستقلال والحرية، هذه شعارات تطرح في كثير من الدول عند كثير من الشعوب ولكن في التطبيق الخارجي في الواقع الخارجي الامر يكون مختلفا، هناك كثيرون يتحدثون عن السيادة وهم اتباع سفارات، كثيرون يتحدثون عن الاستقلال وهم اتباع دول خارجية ويغلّبون مصالح الدول الخارجية على مصالح اوطانهم، ايران اليوم عندما تنظر اليها من هذه الزاوية هي دولة ذات سيادة كاملة، هي دولة ذات استقلال حقيقي، هي دولة ذات حرية مطلقة، الذي يحكم في ايران هو الشعب الايراني، الشعب الذي يختار القائد الشعب الذي يختار رئيس الجمهورية، الشعب الذي يختار نواب مجلس النواب اعضاء مجلس الخبراء اعضاء البلديات الى اخره، هناك سيادة شعبية حقيقة وبالتالي هذا نموذج يقدم اليوم .. من جهة ثانية ايضا ، اي من جهة النموذج نحن امام تجربة رائعة اسمها دولة اسلامية، في العالم الاسلامي يقال لكل الدول دولة اسلامية بإعتبار انتمائها على الهوية ، يعني متولد من ابوين مسلمين اغلب الشعب في هذا البلد هو شعب مسلم اذن هذه دولة اسلامية، هذا تسامح بالتعبير، الدولة الإسلامية يعني التي تقيم حكم الإسلام، الجمهورية الإسلامية منذ اليوم الاول ومن موقع الإمام والقائد والمسؤولين والمؤسسات والشعب والنخب والعامة هي جهد دؤوب لإقامة حكم الإسلام الحقيقي، طبعا لا سماحة الإمام ولا سماحة القائد ادعّوا في يوم من الايام ان ما لدينا في ايران هو تطبيق كامل للإسلام، هم يقولون نحن نسعى بكل طاقة بكل جهد بكل اخلاص لنقيم الإسلام ونطبق الإسلام ونقدم دولة إسلامية حقيقية نموذجية للعالم.. هذا من جهة النموذج اريد ان اختصر ولا اريد الإطالة اكثر من ذلك، لكن من جهة اخرى عندما تذهب الى التقييم السياسي، اليوم انت امام دولة اقليمية قوية كبيرة عظمى، وهذا ليس كلامي انا يعني العالم كله يتعاطى مع ايران على انها قوة إقليمية عظمى ولها تأثيرها وحضورها الكبير في قضايا المنطقة وايضا في مصير العالم ولا يمكن تجاهل ايران ومحاربتها بهذه السهولة.
ومع ذلك الجمهورية الاسلامية تجاوزت ذلك كله. أيضاً عندما تنظر الی ايران من ناحية التطور، يعني شوف ايران في زمن الشاه، ايران 78، 79، حتی مانروح قبل، 1978، 1979، وايران اليوم، بالعلم بالتكنولوجيا بالتمدن، بالجامعات، بعدد طلاب الجامعات، داخل وخارج، بالتخصصات العلمية، بالاكتشافات العلمية، بالتطور العلمي، بالبنية التحتية، بالمطارات والموانئ والاوتوسترادات، والمساكن والبلدات والنهوض المالي الكبير، في موضوع الاكتفاء الذاتي والزراعة والصناعة والتجارة، في موضوع التصنيع العسكري والقدرات العسكرية . في الذكری الاربعين لانتصار الثورة؛ انا القيت خطاب، كنت جمعت يعني وتكلمت الساعة الساعة ونصف، أرقام لم آت بها من مصادر ايرانية وانما من مصادر الامم المتحدة، يعني ما يقوله العالم عن درجة ايران في أي مسألة من المسائل العلمية أو التكنولوجية أو المقام الذي وصلت اليه، ولذلك اليوم، عادة عندما يحكي العالم عن ايران، يحكي عن الملف النووي والمفاوضات النووية والمشاكل السياسية الموجودة بالاقليم ولكن خلال هذه العقود، يجب تسليط الضوء لنقول هذا النموذج، هذا النظام الاسلامي، هذه الثورة الاسلامية، هذه القيادة الحكيمة والشجاعة كيف طورت ايران وأين اصبحت ايران علی كل صعيد. وهذا أيضاً بابه يحتاج الی وقت طويل وسنكتفي بالاشارة.

العالم: بكل حال سماحة السيد حضرتكم ذكرتم بأنه هناك مواقف كثيرة بهذا الموضوع ويمكن الاطلاع عليها ولكن نحن نتحدث اليوم عن ايران وسط عداء كبير جداً ، رأس العداء هو الولايات المتحدة الاميركية، كل مصائبنا من اميركا، قالها الامام الخميني وأكدها سماحة السيد القائد وكل المسؤولين في ايران، ولكن سؤالي سماحة السيد هل هذا العداء الاميركي لايران هو عداء مبدأي لنظام اسلامي ثوري أم هو عداء يمكن ان ينتهي في يوم من الايام بتحقيق المصلحة للولايات المتحدة الاميركية؟
السيد نصرالله: انت يجب ان تعود الی اصل المسألة، ايران في زمن الشاه كانت محكومة من قبل الولايات المتحدة الاميركية؛ صح كان هناك شاه وكانت هناك حكومة شاه، ولكن ايران في ذلك الوقت الذي كان عدد سكانها 30 أو 35 مليون، كان فيها 60 ألف مستشار اميركي، يعني المستشارون الاميركيون موجودون في كل القطاعات؛ بالامن، بالعسكر، بالنفط، بالنقل، بالاسكان، بالاقتصاد، بالمالية، بالثقافة.. الی اخره. جاءت الثورة الاسلامية في ايران، شوف ايران الثورة ماذا عملت.. لنعرف ماذا كان الموقف الاميركي.. في بلد تسيطر عليه الولايات المتحدة الاميركية، تنهبه، تنهب ثرواته، نفطه، غازه الی اخره.. تديره كما تشاء، حاولت خلال عقود ان تغير هويته العقائدية والثقافية والفكرية، موضوع التغريب اشتغل فيه الشاه وابوه. طيب.. والشاه كان معروف انه عميل للولايات المتحدة الاميركية وكان يخدم المشاريع الاميركية والصهيونية في المنطقة، شرطي الخليج الفارسي وتخافه كل دول الخليج الفارسي وحليف استراتيجي للعدو الاسرائيلي. طيب.. جاء الامام الخميني رضوان الله تعالی عليه ومن معه والشعب الايراني الثائر، جاءت الثورة الاسلامية في ايران، وأسقطت هذا النظام واخرجت هذا العميل واخرجت الـ60 ألف مستشار.. يعنی ما سقطت الشاه والنظام وخلت المستشارين الاميركان، اخرجت اميركا مع الشاه وأخرجت "اسرائيل" مع الشاه ولذلك قطعت العلاقات مع "اسرائيل"، صادرت السفارة الاسرائيلية، سلمتها لمنظمة التحرير الفلسطينية وأصبح عندها سفارة هناك وبعدها هي ذات السفارة، وأخرجت اميركا بالكامل من ايران، طيب.. يعني بتعبير الامام، قطعوا يد اميركا عن ايران، بطبيعة الحال، اميركا هنا بالحقيقة ليست مشكلتها معانا اننا نصلي او لانصلي، نصوم او لانصوم.. لا.. مش حي الله النظام الاسلامي.. اذا نظام اسلامي أصيل يريد لشعب هذا البلد ولهذه الدولة ان تكون حرة سيدة مستقلة لاتسمح بنهب خيراتها طبعاً هي ضد هذا الاسلام، اما الاسلام الذي تصلي وتصوم وتحج وتعتمر ، وتسكت عن الاحتلال أو تطبع مع الاحتلال أو تقبل بالهيمنة الاميركية هذا النوع من الاسلام لامشكلة لاميركا معه وهذا الذي سماه الامام الخميني بالاسلام الاميركي. ما هو الاسلام الاميركي ؟ هو هذا ، الاسلام الذي لامشكلة له سوى يصلي، يصوم، يحج، كل سنة اذهب الی الحج، الاميركان ليس لهم مشكلة معه، وعمر مساجد حتی بالولايات المتحدة الاميركية ليس لهم مشكلة مع ذلك، لكن انت أين من موضوع فلسطين، موضوع القدس، موضوع بلدك، وخيرات شعبك، وأوطانك، وامتك وقرارك ومصيرك، انت ماذا؟ انت أداة عندهم؟ انت عبد عندهم؟ انت خاضع عندهم؟ أو انت عبد لله؟ الاسلام الذي يجعلك عبداً لله، هذا طبعاً اميركا ضده، وهذا الاسلام الذي انتصر في ايران.

العالم: يعني البعد الشمولي الثوري التحرري، ليس فقط ايران، نظام في ايران.. هو نظام...؟
السيد نصرالله: هم ورثوا الانجليز، الانجليز بالتجربة الطويلة تراهم ما عندهم مشكلة ، انه والله هذه الحركة اسمها حركة اسلامية، حركة علمانية، شيوعية، تصلون، تصومون، أو لاتصلي ولاتصوم، هذا لايفرق عندهم؛ المهم انت في موضوع الهيمنة والتسلط والاستعمار، والاستكبار والاحتلال ماهو موقفك. طبعاً الاسلام الاصيل، يضعك في موقف الرافض والمواجه والمجاهد والمقاوم والثائر في وجه أي ظلم أو سيطرة أو هيمنة او استبكار وبالتالي هذا النوع من الاسلام بطبيعة الحال هو ضده. وهذا الاسلام الذي رفعه وآمن به وثار من خلاله الامام الخميني والشعب الايراني وانتصر في الـ79.


العالم: يعني لامجال بالافق المستقبلي ان يزول هذا العداء للولايات المتحدة الاميركية بوجود النظام الاسلامي في ايران.. ؟
السيد نصرالله: النظام الاسلامي في ايران، شوف مثلا، حتی داخل ايران هناك ناس يحاولون خلط بعض المسائل نتيجة الشغل الذي يصير في الاعلام الخارجي. البعض يقول ان موقف ايران من فلسطين ومن القدس هو السبب الوحيد للعداء مع ايران، انا أقول هذا أحد الاسباب، قطعاً هذا من الاسباب مما لاشك فيه، ولكن من أهم الاسباب أيضاً ان النظام في ايران هو نظام سيد وحر ومستقل ولايقبل الخضوع وليس أداة عند الولايات المتحدة الاميركية ولايسمح بنهب ثرواته وخيراته. طالما ان الذي يحكم في ايران هو هذا النوع من النظام وهذا النوع من القيادة، طالما الارادة الشعبية في ايران، هي ارادة استقلال وسيادة وحرية والاستفادة من خيراتها ومنع المستكبرين من نهب خيراتها سيستمر هذا العداء.
العالم: الولايات المتحدة جربت كل انواع الحروب ، العسكرية من خلال صدام، الامنية من خلال اغتيال القادة ، الاقتصادية من خلال الحصار والحظر، وفشلت. رغم ذلك تستمر بالعداء. ولكن سماحة السيد نحن اليوم امام تهديدات ، البيت الابيض، البنتاغون، ووزارة الخارجية تتحدث عن خيارات غيردبلوماسية ممكن التعامل فيها مع ايران، برأيكم هل هذه التهديدات العسكرية الاميركية قادرة فعلاً ان تكون في الواقع ، هل اميركا تحارب ايران؟
السيد نصرالله: الامر مستبعد في ظل الادارة الحالية، هذا الاحتمال كان وارداً ويمكن البعض يعطيه نسبة معينة عالية في زمن ادارة ترامب، بالتعبير العامي ترامب وطنطنته، وهدد بالحرب وأخذ الامور الی حافة الحرب ولم يذهب الی الحرب، هذه الادارة من المستبعد جداً ان تذهب الی الحرب. الحديث عن الحرب هو دائماً للتهويل، للتهديد وللضغط علی ايران، اما ان اميركا قادرة علی ان تذهب الی حرب، هذه بالنهاية ايران ليست دولة عادية، هذه دولة اقليمية قوية حاضرة لها دور كبير في المنطقة وأي حرب مع ايران.. في ذلك الوقت انا قلت وقال اخرون، هذا سيؤدي الی تفجير المنطقة بالكامل.. وهذه ليست من مصلحة اميركا علی الاطلاق. أضف الی ذلك ان أولويات الادارة الحالية هي ليست الحرب مع ايران، يعني هي اولويتها لعله محاولة التفاهم مع ايران حول موضوع الاتفاق النووي، أولوية امريكا في مكان آخر، يعني الصين وروسيا، يعني هذا ما يقوله رئيس الولايات المتحدة الامريكية ووزير الخارجية والبنتاغون، والمسؤولون الاخرون في امريكا، فمن الواضح ان الاولوية الان ليست اولوية حرب على ايران، خيارهم ان وقع اتفاق نووي يعني ان الامور ذاهبة الى انفراجات معينة، واذا لم يحدث هناك اتفاقاً فيكون خيارهم المزيد من استمرار العقوبات، التحريض والضغوط والرهان على الداخل الايراني كما كان في زمن ترامب.


العالم: هناك ايضاً تهديدات اسرائيلية بضرب المنشآت النووية، حيث يقول الجنرالات الاسرائيليون انهم اعدوا الخطط ونحن جاهزون لضرب ايران، هل ترى بانه مقابل امتناع الولايات المتحدة عن خوض حرب، يمكن للكيان الاسرائيلي ان يقوم بذلك خاصة مع الحلفاء الموجودين الان في المنطقة؟
السيد نصرالله: ان حلفاء الاحتلال الاسرائيلي لا ينفعون شيئاً، بل ان الحلفاء يريدون من يدافع عنهم، انا اميل اكثر الى فرضية ان ما يقوله الاسرائيلي هو تهويل، حيث ان هناك انقسام حقيقي في "اسرائيل" على المستوى السياسي وايضاً على المستوى الامني والعسكري، ما اعرفه انا من خلال متابعتي، ان اغلب المستوى الامني والعسكري، هو يخالف القيام بضربة عسكرية من هذا النوع في ايران، لسببين، الاول: يقول ان هذه الضربة لن تكون مجدية، لانه ما تفترضونه من معامل نووية هي ليست موجودة في مكان واحد، بل هي موزعة، والاهم من الوجود المادي هو الوجود العلمي، لان هناك آلاف العلماء الايرانيين المتخصصين، وبالتالي هل يمكن قتل الالاف من خلال القصف الجوي. حتى العمليات الامنية هي لم تستطع ان توقف تطور البرنامج النووي السلمي الايراني، فاذن من جهة هم يقولون ان هذا لا جدوى منه، بل بالعكس هذا قد يسرع البرنامج النووي الايراني بما يخشونه، وان كانوا هم لا يريدون ان يصدقوا لا هم ولا الامريكان او يخوضون ذلك كذريعة، لان سماحة الامام الخامنئي اعلن في مناسبات كثيرة والمسؤولون تبعاً له اعلنوا انه ليس في نية ايران وايران ليست في وارد صنع السلاح النووي او الاستخدام العسكري النووي.
والسبب الثاني، هو حجم رد الفعل الايراني، ايران لا تمزح، وايران بصوت سماحة القائد والمسؤولين هم قالوا: ايران سترد، يعني البعض قد يتصور ان "اسرائيل" اذا قصفت ايران، فان الجمهورية الاسلامية ستعتمد على اصدقائها في المنطقة. الجمهورية الاسلامية اذا قصفت من قبل الاسرائيليين هي من سترد بالمباشر، وردها سيكون قاسياً وعنيفاً وشديداً، وهذا ما يعرفه الاسرائيليون جيداً، ولذلك فان الاغلبية في المستوى العسكري والامني هم يخالفون الذهاب الى العمل العسكري من هذا النوع، وانا استبعد قيام العدو الاسرائيلي بشيء من هذا، واذا أقدم عليه فانها ستكون حماقة لها تداعيات خطيرة جداً.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء