لا تقل بشرى ولكن بشريان... (القسم الثاني)

لا تقل بشرى ولكن بشريان... (القسم الثاني)

فماذا اكتب بعد عنها وقد خانني الفكر، ووقف العقل حائرا، امام ملك بصورت انسان، لا يزال حاضرا بين الناس وما عرفوا قدره ؟ ... فهي:

فجر من الخلد قد لاحت طلائعه

على الوجود فصلت باسمه الحقب

ندى من العرش قد شقت لآلؤه

فسال بردا وجدب الكون يرتقب

نهر من (الكوثر) الصافي يسيل هنا

في القلب، في الروح، في الشريان ينسكب

بوح من الجنة (الزهرا) روائعه

في صفحة العالم العلوي ينكتب

ذكراك نهج ومسرى شقه ألق

من عسجد الشمس قامت فوقه قبب

ما سار في صدرنا نبض ولا نفس

الا و(فاطم) في نجواه تنسرب (١٥).

هكذا هو الفرقد، وهكذا هو المنار، عندما يصلي الإله جل جلاله عليها:

صلى الإله على البتول وآلها

من تخضع الأملاك عند جلالها

الطهر فاطمة سليلة (احمد)

من يشرق الإعجاز في اقوالها.

ما أعظم (الزهراء) درة عصمة

قد عم هذا الكون فيض نوالها

قد ازهر الملكوت من انوارها

وسمى رواق المجد تحت ظلالها. (١٦).

هذه هي البشرى الأولى ... ذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين، ام ابيها، سيدتنا فاطمة الزهراء (ع). أما البشرى الثانية، فهي ذكرى ميلاد حفيدها سماحة الإمام الخميني (قده)، التي اقترنت بميلاد جدته العظمى (س). ان الحديث متشعب وطويل حول الإمام، الذي تسابقت الأقلام والافكار، في حلبة سرد ما يلف شخصيته بعد ثلاثين عاما ونيف على رحيله، ولا تزال تتصارع بينها ... فمن أين تبدأ وإلى أين تنتهي؟ وهو الذي نفض الغبار عن دين الله القويم، الإسلام، وأظهره للعيان ناصعا كما كان، ليتساقط الأقزام هنا وهناك، الواحد تلو الاخر، امام عظمة الدين الأصيل، منقذ وهادي الإنسانية إلى الصراط المستقيم، وامام رجل قام لله تعالى منفردا، مضحيا غير مبال بذلك لومة لائم، أو نعيق غراب يتغذى على الجيف والأشلاء!. قال سماحته (قده) في الزهراء (ع): " ان مختلف الأبعاد التي يمكن تصورها للمرأة وللانسان، تجسدت في شخصية فاطمة الزهراء (س). لم تكن الزهراء (ع) امرأة عادية، كانت امرأة روحانية ملكوتية. كانت إنسانا بتمام معنى الكلمة ... حقيقة الإنسان الكامل. " (١٧). ان ما نطق به سماحته، فيما يتعلق بجدته البتول (س)، هو الحقيقة بعينها. فالباحثون عن الكمال والإنسان الكامل، وأصحاب النظريات في الغرب الحائر، التائه، الذي أضاع طريقه ونسى هدفه، عليهم دراسة وبحث ذلك في شخصية لا مثيل لها في التاريخ قط، قامت الدنيا وما قعدت لتعرف ماهيتها، فما استطاعت لذلك سبيلا! وارتد أولئك قابعين في حجراتهم المظلمة، التي يطلقون عليها [ معاهد او مراكز الدراسات الشرقية ]، ويسمون أنفسهم (مستشرقين)! يكتبون ويكتبون ... ثم يمزقون ما كتبوا، لعدم انطباقه مع مفاهيم وعبارات وضعوها لخداع الناس، خاصة النساء! متمسكين بحبال متهرئة عفى عليها الدهر يسمونها (حقوق الانسان)! ... وتقوم نائبة في احد برلمانات أوربا وبيدها مقص، تقص قسما من شعرها، على المنصة امام أعضاء وعضوات البرلمان، احتجاجا على تدهور وضع المرأة في إيران كما تدعي! ... فاين هؤلاء مما انجبته البشرية لمرة واحدة فقط! وعقمت بعد ذلك لحد الان ... الا وهو المصباح المنير ونبراس المرأة إلى يوم الدين، فاطمة الزهراء (ع) ؟ التي قال فيها أيضا الإمام الخميني (قده): " كان الرسول الاعظم (ص) والائمة الأطهار (ع) انوارا محدقين بالعرش، قبل أن يخلق الله العالم، كما تفيده الأحاديث المتوافرة لدينا، وجعل لهم من المنزلة والزلفي، ما لا يعلمه إلا الله، وهي تصدق على فاطمة الزهراء (س) أيضا. " _ (١٨)

و من يقود ثورة اصيلة ضد طواغيت عصره، ويحيي تعاليم الإسلام المحمدي ثانية، في فترة تكالبت فيها القوى السلطوية، متحالفة ضد مبادئ الدين السامية، جدير ولائق بأن يكون الحفيد البارللصديقة الكبرى (ع)، والسائر على دربها طوال حياته الكريمة، وقد اعتبر ميلادها (س) يوما لتكريم المرأة في إيران الثورة. قال مهنئا ذكرى الميلاد الاغر: " ابارك واهنئ ذكرى الميلاد السعيد للصديقة الطاهرة، الذي هو أفضل يوم لانتخابه يوما للمرأة، للشعب الإيراني الشريف وخصوصا النساء المحترمات. لقد حدثت هذه الولادة السعيدة، في زمان ومحيط لم تكن المرأة تعد إنسانا، بل كانت الأمم المختلفة في الجاهلية، تعتبر وجودها مدعاة للذلة والعار لأهلها. " (١٩). وهذا غيض من فيض، مما قال فيه رجال السياسة والتاريخ والمفكرون والباحثون. منهم:


راجيف غاندي، رئيس وزراء الهند الأسبق: الإمام الخميني، زعيم كبير، تمكن في إيمانه واعتقاده، ان يقود الثورة الإسلامية. والشيخ عفيف النابلسي، احد علماء لبنان: احنى رجال التاريخ رؤوسهم، امام عظمة الثورة الإسلامية بزعامة الإمام الخميني، وطوى النسيان، جميع ثورات العالم حيال الثورة الإسلامية. والبروفسور حامد الكار، الاستاذ المسلم في جامعة كاليفورنيا: ينبغي تعظيم شخصية سماحة الإمام، ومكانة زعيم الثورة الإسلامية الرفيعة، ودراسة التأثير التاريخي لهذا الزعيم، ليس في العالم الإسلامي، وإنما في كل الانظمة السياسية في العالم. والدكتور جورج مستاكن، العالم والكاتب اليوناني: الحياة الدينية والسياسية، للامام الخميني وكفاحه، ضدالاستعمار، ستظل مسجلة بوضوح في سجل التاريخ. (٢٠).

1-       الآية ٤، القلم.

2-      احمد شوقي في قصيدته الغراء: سلوا قلبي ...

3-      سلم الوصول إلى طبقات الفحول، م٣، ص٩، مصطفى بن عبد الله القسطنطيني.

4-      أسد الغابة في معرفة الصحابة، ابن الاثير الجزري ج٥، ص٥٢٠.

5-      مستدرك علم رجال الحديث، الشيخ علي النمازي الشاهرودي، ج٨، ص٥٩٥.

6-      سنن الأقوال والأفعال، الفصل الثاني في فضائل أهل البيت (ع)

7-      الآية ٣٠، ق.

8-      الآية ٦، التحريم.

9-      الكوثر في حياة فاطمة (ع) بنت النبي الاطهر (ص). الباقري.

10-  اسلام ويب، مركز الفتوى، نسخة محفوظة ٥ مايس ٢٠١١ م.

11-  الدر المنثور للسيوطي ٢١٨: ٥ والمستدرك للحاكم ١٥٦: ٣.

12-  تذهيب تهذيب الكمال (١ يناير ٢٠٠٣ م).

13-   المصدر السابق وبحار الانوار للمجلس ج٢٨، ص٣٨.

14-  الدرر السنية، الموسوعة الحديثية، مؤرشف من الأصل.

15-   للشاعر معتوق المعتوق.

16-  للشاعر محمد سعيد الحبشي.

17-  مكانة المرأة في فكر الإمام الخميني(قده)، ص٢٣.

18-  نفس المصدر ص٢١. ١٩

19-  صحيفة الإمام الإمام العربية، ج١٤، ص٢٤٩.

20-  tagbribnews.com

 

-          د. سيد حمود خواسته. القسم العربي، قسم الشؤون الدولية، مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني (قده).

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء