بسم الله الرحمن الرحيم
السياسة التي اعتمد عليها الاستعمار البريطاني العجوز، وسائر القوی الامبريالية والسلطوية الاخرى، خاصة امبراطورية الشيطان الاكبر، امريكا، هي سياسة " فرق تسد"
فالتفرقة في قانون الغاب الذي ترتكز عليه القوى المذكورة، جزء لا یتجزا من ضرب ابناء الشعب الواحد بعضهم ببعض، بهدف الوصول الى الغاية المنشودة. فكلما ضعفت الشعوب و اصبح هاجسها، القضاء على ابناء جلدتها، والصاق تهم الطائفية او الدينية بهم، فقد انحطت اخلاقيا وذهبت قوتها، في مقارعة السلطويين ادراج الرياح و ذلك:
انما الامم الاخلاق ما بقيت
فان همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا
كما قال احمد شوقي.
ان العزف على وتر السنة و الشيعة، واختلاق تضاد حاد بينهم، وهم اخوة في دين واحد، يعبدون ربا واحدا ولهم نبي وقران واحد ... هذا العزف لا يزال حتى الان، اللعبة المفضلة لدى القوى الشيطانية واذنابها، في الدول الأسلامية، لاسيما الدول العربية. وهيهات ... هيهات لهم ان يفلحوا، رغم ذبابهم الالكتروني ودريهمات النفط الملطخة بالدماء! وان اقتطفوا ثمار بعض ما زرعوا هنا وهناك !. فالامة الاسلامية اليوم، شامخة، عظيمة ومقتدرة، بقادة لا تلومهم في الحق لومة لائم، نذروا انفسهم للاسلام كما هو بحقيقته واصوله، ولوحدة المسلمين، وتعميق اواصر الاخوة بينهم، شيعة وسنة ...
ومن هؤلاء الامام الخميني (قدس سره). انظر اليه وهو في طريقه الى الكويت، يتوقف في مسجد ويصلي فيه خلف امام جماعة من اخواننا اهل السنة، ليعلنها واضحة لا لبس فيها، ان الاسلام واحد، والمسلمين اخوة، لا تستطيع اية قوة مهما بلغت، ايقاع الفرقة بينهم. هذه خاطرة ودليل على ما نقول:
فيما لم يهضم مرافقو سماحته (ما شاهدوه)، وقف الامام مؤدیا الصلاة، خلف امام جماعة في مسجد خلال المسار من العراق الى الكويت، حيث كان يؤم الجماعة مفت من اهل السنة في الكويت. كان الوقت يقارب الظهيرة، عند الحركة نحو الكويت، حين وصل الامام (قدس سره) ومرافقوه الى مسجد يسمى ب (الجفيرة)، ونوى اقامة الصلاة هناك. استعد سماحته للصلاة، وكذلك من بمعيته، للاقتداء به. شاهدوا الامام (قدس سره) يدخل المسجد و ياتم بامام الجماعة المتواجد فيه، وهو مفت من اهل السنة في تلك الديار، ومن الصدفة انه لم يكن معروفا. اجتاحت مرافقي الامام حالة من الاستفسار و الدهشة ! ... كيف يقتدي الامام (قدس سره) و هو مرجع تقليد لشيعة العالم، بشخص لم يعرف احد من هو ...؟ ... بعد انتهاء الصلاة، عندما تنبه المفتي الى حضور الامام و اقتدائه به ضرب راسه بعمودالمسجد بسبب تالمه و تعجبه ! واثار ضجة ... قائلا: ان صلاتك باطلة ! ان صلاتك باطلة ! ... نظر الامام اليه وقال : ا انت مرجع تقليد و افتاء؟ ... اجاب المفتي باكيا : مرات عديدة تقدمت بطلب لزيارتكم و لكنني لم انجح ! ... و الان انت ... ! انني لا اقبل هذه الصلاة ! . في اليوم التالي، توجه الامام (قدس سره) الى المسجد بهدف مواسات، وطلب منه اقامة الصلاة اليوم، حيث رحب امام الجماعة بذلك، ودعا عددا من اصدقائه لصلاة الجماعة، واقتدى هو ايضا بالامام، والتقط صورة، كتذكار، مع سماحته.
_______________
_ تعريب: القسم العربي في مؤسسة تنظيم و نشر تراث الامام الخميني(قدس سره) .
_ خاطرة نشرت في مجلة(حضور)، خرداد، 88 ه. ش. (2009م)، نقلا عن السيد فرهاد لساني، مصور الامام الخاص في العراق و خلال السفر الى باريس.