اليوم العالمي لـ (العلم في خدمة السلام والتنمية)

اليوم العالمي لـ (العلم في خدمة السلام والتنمية)

   حسب رؤية الامام الخميني (قدس سره)، ان ضرورة السلام والوئام العالميين، هو التعايش السلمي مع جميع البلدان، فنظام وشعب الجمهورية الاسلامية، يرغبان باخوة ايمانية مع مسلمي العالم والمنطقة، وتعايش ودي مع كافة دول العالم. ان من اهم اهداف الانبیاء (ع) والدين الاسلامي القويم، اقامة عدالة وسلم عالمي، لان ذلك يؤدي الى تنمية في جميع المجالات، وبالعكس، عدم تواجد ظروف سلمية واستقرار، يتسبب في انهيار وهدر ما تتمتع به الامم من امكانيات وقدرات، خاصة فيما يتعلق بالطاقة الانسانية، فالرؤى المرتبطة بالعدالة والسلام، على وجهين: مادي والهي. الرؤية المادية تنظر الى ذلك، بتوقف الحرب وانحسارها، ولا ارتباط لها بالعدل. اما الرؤية الالهية، فتنحصر على عدم اقرار السلام دون العدالة، حيث لا معنى للسلم دونها، وتتمحور على عناصر ثلاثة هي: العقل، الشرع والاحساس. ان نظرة الاسلام، وبالتبع، فكر الامام الخميني (قدس سره)، ترى ضرورة مراعاة حقوق الانسان، واقرار العدل في هذا الحقل، وبدونهما لا اعتبار للسلام، وان اقامة علاقات متساوية مع البلدان، يرتكز على استقرار العدالة في الروابط الدولية، فقد اشار سماحته الى التغيير الذي حصل في العلاقات مع ايران، بعد انتصار الثورة الاسلامية واندلاع الحرب، قائلا: " نحن نتمنى ان لا يختل توازن العالم، ومن اجل ذلك ليس لدينا رغبة في ان نكون مع احد طرفي الشرق او الغرب، ونحن لنا علاقات متكافئة مع الجميع، ونتعامل معهم معاملة متزنة، وذلك بالتاكيد في حالة رعايتهم التوازن في تعاملهم معنا. " _ (1). سماحته يرى، ان احد الشروط الهامة لاقامة سلم عالمي، هو تواجد العدل، لان القوى العظمى لا تتراجع عن منافعها ابدا، من اجل اقامة العدالة ! لذلك فالاصطدام بها، للوصول الى سلام دولي دائم لا بد منه !. كان الامام (قدس سره) من منتقدي مبادئ الفكر الغربي والمعسكر السلطوي وقد اشار الى ان ذلك ينصب في اطار: الماركسية، العلمانية، اللبرالية والقومية، فاما ان يتكون عدم اعتقاد في هذا الشان حول العدالة، او ادعاء لتطبيقها في النظام الماركسي، وهو عار عن الصحة ! لانهم لم يفهموا ذلك بشكله الصحيح، مما بعث على انزلاقهم في (مستنقع) الراسمالية ! بصورة غير مباشرة !. اليوم وقد اتخذ المتاجرون بالسلام والعدل، ادواتهم السياسية لتكريس منافعهم، يحاولون ما استطاعوا استعباد الشعوب وابعادهم عن حقيقة مبادئ الكرامة والمكانة الانسانية. قال الامام الخميني (قدس سره) في هذا الصدد: " طالما كان العالم يعاني من امثال هؤلاء، ادعياء الامن، الذين يدعون انهم انصار السلام ودعاة حقوق الانسان، فانه لن يرى الامن والسلام والاستقرار ! ولن تتحقق تطلعات البشرية وامالها، بل ان الانسان لا يستطيع تحقيق الحرية والسعادة، الا ببركة الاديان التوحيدية واتباعها المؤمنين الحقيقيين." _ (2) ... ومؤكدا على اتباع السنن النبوية، وقائد يحمل على عاتقه، تطبيق ذلك ويسوس الناس بالعدل والانصاف في العالم، عند ظهوره، قال: " اسال الله تعالى انقاذ الشعوب، من هؤلاء الظالمين، وان يرينا المزيد من الامن والاستقرار والاخلاص، وان يحقق لبلادنا امالها في ظهور الامام المهدي _ ارواحنا فداه _ واقامة القسط والعدل وارساء السلام والاستقرار في العالم. " _ (3). فرؤية سماحته هي ان: " الجمهورية الاسلامية حكومة وشعبا، تدعو الى الاخوة الايمانية، كافة المسلمين في المنطقة والعالم ." _ (4) ... و" ... ان علاقاتنا مع الدول الاخرى، ستكون على اساس مبدا الاحترام المتبادل، وفي هذا الصددلا نرضخ للظلم ولا نظلم احدا. " _ (5)، وبالنظر الى واجباته الشرعية لاصلاح الانسان، اعتبر الامام الخميني (قدس سره)، ان اقرار تضامن بين جميع المستضعفين والمسلمين في العالم، توسعة العدالة الاجتماعية، ايجاد سلام ووئام في الدنيا، الاعتماد على النفس ونفي التبعية، ابعاد تدخل القوى الكبرى في شؤون الدول الضعيفة والمسلمين ونهب ثرواتهم، تنمية العلاقات المبنية على اساس الاحترام المتبادل وحسن الجوار، ووحدة المسلمين والمستضعفين، اعتبر ذلك ضروريا، وعاملا وحيدا ورمز انتصار وبقاء كل امة، مؤكدا على الوحدة كثيرا

 

_________

1_ صحيفة الامام العربية، ج 5، ص 282.

2_ نفس المصدر، ج 17، ص 465.

3_ نفس المصدر.

4_ نفس المصدر، ج 17، ص 389.

5_ نفس المصدر، ج 4، ص 162.

_ عن موقع الامام الخميني (قدس سره)، ف. بتصرف.  

_______

القسم العربي، الشؤون الدولية، مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني (قدس سره).

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء