ايهاً عزيزي، اغتنم انت أيضاً وقت المناجاة هذا بقدر ما يتيسّر لك، و بقدر ما تقدر، وتحلّى بآدابه القلبيّة وأفهم قلبك أن أساس الحياة الاخروية الابدية، والمنبع اللامتناهي للفضائل النفساني ة والكرامات، إنما هو في المراودة والمؤانس ة مع الحق وفي مناجاهته، خصوصاً في الصلاة، العمل الأجمع والأكمل بين جميع العبادات، والعقار الروحي المعدٌ بيد جمال الحق وجلاله.
فاحفظ اذن ما استطعت مواقيتها، واختر من بينها اوقاتها وقت فضيلتها، ففيه نورانية لا توجد في الاوقات الاخرى، وقلّل، بل اقطع دابر اشتغالاتك القلبية في ذلك الوقت. واعلم أن ذلك لن يتحقق لك الا بتقسيم اوقاتك وتنظيمها، وتخصيص وقت خاص منها للصلاة لا يزاحمها في عمل آخر من أعمالك، ولا يتعلق فيه قلبك بشيء آخر ، كما يجب عليك أن لاتحشر الصلاة في الوقت تشترك فيه مع شؤون الاخرى لكي تتمكن من إراحة قلبك واحضاره فيها، فالصلاة هي الكفيلة بإصلاح شؤون حياتك الابدية.
القسم العربي، الشؤون الدولية، آداب الصلاة، الامام الخميني (قدس سره)، مؤسسه تنظيم ونشر تراث الامام الخميني (قدس سره) ص ١٦٥.