إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا.. وقف إطلاق النار المفروض… بين وهم العدو وحقيقة الرد الإيراني ! نحن من أطلق رصاصة النهاية

إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا.. وقف إطلاق النار المفروض… بين وهم العدو وحقيقة الرد الإيراني ! نحن من أطلق رصاصة النهاية

نجاح محمد علي

‏ في ليلة من ليالي المجد الوطني والكرامة السيادية، دوّت صواريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سماء الأراضي المحتلة وقواعد العدو في قطر، لتُحدث ليس فقط دمارًا عسكريًا، بل زلزالًا استراتيجيًا أجبر العدو على التوسل بوقف إطلاق النار. كان الإعلان الأميركي عن “الهدنة” محاولة للالتفاف على الواقع، لكن إيران اختارت أن ترد على هذا الإعلان بالصواريخ، لا بالكلمات.

‏ الإعلام الرسمي الإيراني، ممثلًا بصوت وصورة هيئة الإذاعة والتلفزيون، أعلن بصراحة أن إيران فرضت وقف إطلاق النار على العدو الصهيوني وليس العكس. جاء هذا الإعلان استنادًا إلى بيان أوضح أن العملية الناجحة للحرس الثوري في الرد على العدوان الأميركي على منشآتنا النووية، هي التي دفعت الإدارة الأميركية والعدو الصهيوني لطلب الهدنة على وجه السرعة.

‏ وفي التفاصيل، فإن قاعدة “العديد” الأميركية في قطر، التي تُعد أكبر قاعدة عسكرية للولايات المتحدة في غرب آسيا، تعرّضت لهجوم صاروخي دقيق ومدمّر، دمّر أجزاء كبيرة من البنية التحتية للقاعدة. وجاء الرد الإيراني متوازنًا، فعدد الصواريخ الموجهة كان مساويًا تمامًا لعدد الصواريخ التي استخدمها العدو في اعتدائه، في رسالة واضحة: الرد بالمثل، لا أكثر ولا أقل.

‏ بيان التلفزيون الرسمي الإيراني لخص الموقف بعبارة قوية: “العدو هو من طلب وقف إطلاق النار بعد الضربات الدقيقة التي تلقاها، وإيران لم تطلب شيئًا، بل فرضت شروط المعركة.”

‏ هذه التطورات تزامنت مع تقارير ميدانية وصور مرعبة من الأراضي المحتلة، حيث تصاعدت أعمدة الدخان من بئر السبع، وديمونا، والقدس المحتلة، وسط حالة من الفوضى والذعر. فقد وصلت الصواريخ الإيرانية إلى قلب المدن، واستهدفت منشآت عسكرية، وأبنية حيوية، ما أدى لانهيار مبانٍ بأكملها، وسط تعتيم إعلامي صهيوني خانق.

‏ وسائل الإعلام العبرية تحدّثت عن تدمير مبنى من سبعة طوابق بشكل كامل في بئر السبع، مع خسائر واسعة، ومنع تام للتصوير في أماكن الإصابة. كما انتشرت قوات العدو في محاولة يائسة للسيطرة على الموقف.

‏ في المقابل، خرجت أصوات من داخل إيران تعبّر عن رفضها لأي صيغة من صيغ وقف إطلاق النار التي لا تحترم الدماء والتضحيات. قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي كان قد حذّر بشدة في مواقف سابقة من خطر القبول بـ “السلام المفروض”، واعتبر أن التراجع أمام العدو هو بداية للخذلان والخسارة، وليس مدخلًا للسلام.

‏ الإمام الخميني (رضوان الله عليه) بدوره قال سابقًا:

‏“ذلك اليوم الذي يُطلق عليه اسم وقف إطلاق النار هو اليوم الذي نطرد فيه هذا الكيان المغتصب بالمقاومة والمجاهدين، لا بالمساومات والمفاوضات”.

‏وكان قد نبّه بوضوح في عام 1982 بأن “العدو حتى لو أعلن وقف إطلاق النار، فإنه بعد ثلاث ساعات يقصفنا من جديد، ويقتل أبناءنا”. هذا هو تاريخ العدو، وهذا هو وجهه الحقيقي الذي لا يتغير.

‏ نحن لسنا في معركة نصفها عسكري ونصفها تفاوضي، نحن في معركة وجود وكرامة، وأي تراجع هو خيانة للأمة.”

‏ في موازاة هذه المواقف، أكد تقرير أن آيات العدو المعلنة عن “قبول وقف إطلاق النار” ليست سوى مناورة لإعادة تنظيم الصفوف واستعادة الأنفاس. وأكد التقرير أن “العدو لا يقبل بالهدنة إلا إذا كانت جزءًا من خطة لتجديد عدوانه”.

‏ قائد الثورة الإسلامية، في خطاب سابق، نبّه إلى أن نتائج الحرب النفسية التي يشنها العدو قد تؤدي إلى “الانسحاب غير التكتيكي”، ما يعني الخضوع الكامل، وهو ما يجرّ غضبًا إلهيًا، لا سياسيًا فقط.

‏ لذلك، فإن إيران – بحكمتها وشجاعتها – رفضت الانخداع بهذه الموجة، واستمرت في الضغط حتى اللحظات الأخيرة قبل الساعة السابعة صباحًا، وقت دخول ما يُسمّى “اتفاق التهدئة” حيّز التنفيذ. وفي هذا الوقت تحديدًا، كانت الصواريخ الإيرانية تخترق أجواء النقب والقدس وحيفا.

‏ إن هذا الموقف التأريخي لا يُقرأ فقط كحدث عسكري، بل كمفصل استراتيجي يعيد تعريف معنى الكرامة والسيادة. فـ إيران لم تطلب وقف إطلاق النار، ولم تركض خلف التهدئة، بل فرضتها بالقوة وبصوت الصواريخ لا صوت الاستجداء.

‏ اليوم، تحوّل مفهوم “الهدنة” إلى عنوان لنجاح الردع الإيراني، لا استسلام أو تهدئة. ومن هنا فإن الجمهورية الإسلامية تقول للعالم كله: نحن لا نخوض المعارك من أجل أنصاف الحلول، بل من أجل بناء شرقٍ جديدٍ عنوانه الكرامة والسيادة ورفض الهيمنة.

وكما قال الإمام الخميني:

‏“إذا تنازلنا اليوم، نكون قد شجّعنا الظالم على المزيد من الجرائم.”

‏وهذا ما ترفضه إيران قيادة وشعبًا ومقاومة، وستبقى رايتها عالية، لأنها تعرف أن العدو لا يُؤمَن، وأن الميدان هو من يقرّر، لا تغريدات ترامب ولا مؤتمرات العدو المزيّفة.

------------

كاتب عراقي، القسم العربي، الشؤون الدولية، نقلاً عن صحيفة (رأي اليوم).

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء