بيوت الإمام الخميني(رض) وجهة سياحية للزوار (القسم الاولى)

بيوت الإمام الخميني(رض) وجهة سياحية للزوار (القسم الاولى)

 عاش الإمام الخميني(رض)، في اماكن مختلفة طوال حياته. بعض هذه الاماكن اصبحت معالم تاريخية يزورها الناس يوميًا. ومن أهم سماتها نسيجها العريق وعمارتها الجذابة التي تجذب انتباه كل من يراها. الإمام الخميني(رض) خلال فترة حياته كان يعيش في مدينتي خمين و قم المقدسة. يُعتبر بيت الإمام الخميني(رض) من المباني المهمة في مدينة خمين، وله تاريخ سياسي واجتماعي خاص. يعود بناء هذا المنزل إلى فترة القاجار ويتميز بعمارة جميلة وفريدة من نوعها، وهناك بيت آخر له في العاصمة طهران، في جماران، والذي يُعتبر من المعالم السياحية في طهران، وحالياً أصبح هذا البيت مع الحفاظ على الوسائل الشخصية للإمام الخميني(رض) متحفًا، ويعتبر واحدًا من المعالم السياحية في طهران، حيث يزوره المهتمون. وفيما يلي وصف بعض الاماكن التي كان يعيش فيها الإمام الخميني(رض):

بيت الإمام (رض) في جماران

تبدأ طهران من سفح سلسلة جبال البرز وتمتد على الاراضي الواقعة بين الجبل والهضبة.. وتلقي التعرجات الصخرية لجبال البرز، التي تتضح معالمها اكثر في دماوند وتوجال، بظلالها على مدينة الشمس .. العمارة التي تشهدها حالياً قرية جماران، الإرث المتبقي من بساتين طهران في العصر الصفوي، تجسد مدى التداخل بين الأصالة والحداثة.لازال النسيج القديم لقرية جماران، بجدرانها الصخرية وحيطانها الطينية، يطل عبر نافذة الابراج السكنية والعمارة الحديثة، وتتعالى من بين ثنايا أزقتها الضيقة المغطاة بالأشجار، موسيقى زقزقة العصافير وهديل الطيور.

الإمام الخميني(رض)، الذي كان يملك قلباً بطهارة البحر وروحاً بصلابة الجبل ورسوخه، إتخذ من هذه القرية مقراً له. وكان نبع كلامه الزلال يجري من سفح جبال البرز كل يوم، ليمنح الصحاري اليابسة والعطشى بركة الماء والحياة.. وقرر الإقامة في قرية جماران استجابة لنصيحة الأطباء، والنزول في بيت يلتصق فناؤه بالجدار الخلفي لحسينية جماران.

بيت الإمام الذي تم استئجاره، عبارة عن مبنى آجري متواضع ذي باحة تقدر مساحتها بـ (40) متراً مربعاً تقريباً، تلتصق بالحائط الخلفي لحسينية جماران. وقد وضع جسر مؤقت يصل شرفة البيت المطلة على الباحة بالشرفة ـ المنصة ـ داخل الحسينية، يسلكه الإمام للذهاب الى الحسينية ..

يذكر أن سماحة الإمام(رض) استقر في هذا المنزل عام 1980م. إن الجدران الآجرية المنخفضة، والباحة المتواضعة، والشرفة الصغيرة؛ أضحت موضعاً تحوم فيه فراشات شمعة جماران. وراحت جدران حسينية جماران واعمدتها تجد طريقها الى واجهات وسائل الإعلام في القارات الخمس عبر عدسات مراسليها. وكان قد فُتح باب يوصل باحة بيت الإمام (رض) المتواضعة بالشرفة داخل الحسينية. وكانت شمس جماران تطل من الشرفة السامقة كل صباح، على الشجرة الوارفة لأيادي عشاقها ومريديها. ترتفع شرفة الحسينية مترين تقريباً عن سطح الأرض، وتفضي ـ عبر بوابة صغيرة ـ الى باحة بيت الإمام(رض).. وفي الشرفة ثمة سندان يستند اليهما الإمام: (كلمة الله هي العليا) والكرسي، يحفظ الأول روحه والآخر جسده.

تضم غرفة استقبال الإمام، كنبة متواضعة ورف جداري بسيط، وتفضي الى غرفة أخرى، وهما بمثابة مكتب الإمام والمكان الذي يلتقي فيه زائريه. وكان الكثير من المسؤولين المحليين والأجانب يلتقون هلال شهر جماران في هذا المكان. كانت النخب السياسية والدينية في العالم تطوي ارتفاعات ازقة جماران لرؤية طلته الرحمانية، وهم يلتقطون انفاسهم بصعوبة، واضعين أيديهم في يد رجل لا يرى غير يد الله تعالى هادياً له. حافظت حسينية جماران، التي يتجاوز عمرها نحو مائة وأربعين عاماً بنوافذها وبوابتها المقوسة الشكل، على بساطة أعمدتها الفولاذية وسقفها وجدرانها بإصرار من الإمام الخميني(رض). وقد غطى أرضيتها سجاد تم تأمينه من النذورات التي يتقدم بها الناس. وكانت نوافذ الحسينية المقوسة وبوابتها المشبكة والكبيرة نسبياً، تختفي أحياناً وسط اعصار حشود عشاق الإمام ومريديه.

-----------

القسم العربي، الشؤون الدولية.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء