طلوع المقاومة حرب الاثني عشر يومًا والدروس الخالدة لشعب إيران

طلوع المقاومة حرب الاثني عشر يومًا والدروس الخالدة لشعب إيران

في اثني عشر يومًا من النار والصمود، صنع الشعب الإيراني المسلم مشهدًا من الملحمة تجاوز حدود الجغرافيا وتخطّى حدود الاعتقادات الاستكبارية. في مواجهة عدوان الكيان الصهيوني ودعم سيده الأمريكي الوقح، لقّنت مقاومة إيران درسًا تاريخيًا للعالم ولجميع الأحرار: انهار وهم عدم الهزيمة للصهاينة، وانتصر إيمان الشعوب على ترسانات الشيطان. هذه الملحمة كانت تجليًا حيًّا للمبادئ التي أكّد عليها الإمام الخميني (قدس سره) وخلفه الصالح، سماحة القائد المعظم، وهي اليوم منارة طريق جهادنا.

الدرس الأول: انهيار أسطورة هيبة الصهيونية لقد ظنّ كيان الاحتلال الصهيوني، بالاعتماد على الدعم غير المشروط من أمريكا وادعاءه بعدم الهزيمة، أنه يستطيع من خلال هجماته الواسعة والإرهابية كسر إرادة الشعب الإيراني. لكنّ صمود الدفاع الجوي الإيراني، كسدّ من حديد، أحبط سهام العدو السامة واحدة تلو الأخرى، وجعلت الضربات الصاروخية المدمّرة للعاصمة الصهيونية ترتجف. هذا المشهد أثبت للعالم بشكل عملي وواقعي أن "إسرائيل" ليست عملاقًا لا يُهزم، بل "عنكبوت واهي البنية" يتزلزل بأسلحة العزم القوي. هذا النصر الدفاعي كان صدىً لكلام الإمامين العظيمين للثورة، الذين أكّدوا دومًا على قدرة الدفاع الوطني ودوره الرادع.

الدرس الثاني: قوة الدفاع الشعبي ووحدة الصف الوطني كانت حرب الاثني عشر يومًا عرضًا رائعًا للتماسك الفريد بين الشعب والحكومة والقوات المسلحة الإيرانية. وقف الشعب بكل وفاء خلف نظامه، وحضر المقاتلون ببسالة وتضحية في ساحات الجهاد، وقاد القادة العمليات بحكمة وتدبير. وهذه هي "قوة الشعب" التي كان الإمام الخميني (قدس سره) يعتبرها الركن الأساسي للنظام الإسلامي، وقال: "قوة الشعب، وهي نفس قوة الإسلام والقوة الإلهية، لم تتزلزل أبدًا." وهذا التلاحم الشعبي والعملي كان درسًا لجميع الشعوب المستضعفة، أن النصر لا يكمن في الأسلحة المعقدة، بل في الإرادات الحديدية والقلوب الموحدة التي لا تنحني في سبيل الدفاع عن الإسلام والوطن والعقيدة. ومقاومات فلسطين واليمن ولبنان والعراق شاهد حي على تأثير هذا النموذج في المنطقة.

الدرس الثالث: هزيمة استراتيجية "الضغوط القصوى" وإثبات أحقية نهج المقاومة لقد سعى الأعداء، خاصة أمريكا، لسنوات طويلة من خلال العقوبات الجائرة والتهديدات العسكرية إلى عزل إيران وإضعافها. لكنّ حرب الاثني عشر يومًا كانت فضيحة كبرى لهذه الاستراتيجية. لم تُعزل إيران، بل عرضت قوتها الدفاعية وقدرتها على الردع أمام أعين العالم، وزادت من الدعم الدولي لمحور المقاومة. هذا الحدث أثبت للعالم أن الطريق الذي سلكته إيران الإسلامية، بقيادة حكيمة، والاعتماد على القدرات الذاتية والشعبية، هو طريق النصر والإلهام. وكان هذا الحضور الواعي والداعم للشعب في الساحة هو السند القوي للنظام وسدًّا أمام مؤامرات الأعداء.

الخاتمة: طلوع لا غروب له حرب الاثني عشر يومًا لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت بيانًا عمليًا لاقتدار إيران الإسلامية ووثيقة حية على هزيمة مشاريع الهيمنة. علّمت هذه المقاومة الشامخة الأحرار في العالم:

أسطورة عدم هزيمة الكيان الصهيوني خرافة واهية.

القوة الحقيقية تكمن في إرادة الشعوب وإيمانها.

طريق المقاومة والاستقلال، رغم صعوبته، هو الطريق الوحيد للنصر والعزة.

إيران الإسلامية، بفضل القيادة الحكيمة ووحدة الشعب والنظام الفريدة، تتلألأ أقوى وأكثر إشراقًا في أصعب الامتحانات.

مع الاستفادة من نص خطاب الإمام الخميني (قدس سره) في لقاء أعضاء الحكومة بتاريخ 16 شهریور 1360 هجري شمسي(۱۹۸۱ میلادي).

--------------

 القسم العربي، الشؤون الدولية،صحیفة الامام ، ج 15 ، ص 164 .

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء