أفضلية تهذيب الأخلاق على الدراسة

أفضلية تهذيب الأخلاق على الدراسة

آمل أن تنتبه الأخوات والأخوة الموجودون في مدرسة الشهيد مطهري- رحمه الله- العالية والذين يدرسون ويبلّغون؛ إلى أن المدرسة باسم شهيدٍ كان مفيداً للإسلام. كتاباته وأقواله مربية لشبابنا ويجب أن تكون كذلك. أنتم أيتها الأخوات والأخوة في هذه المدرسة نظموا برنامجكم بحيث يظهر من بينكم عدد من أمثال مطهري أو مطهري آخر. وليكن عزمكم جازماً على هذا الموضوع. وأن يكون اهتمامكم وانتباهكم وعملكم خالصاً لله تبارك وتعالى. جدّوا في أن تدرسوا في المدرسة التي أنتم فيها. والأعلى من الدراسة هو تهذيب الأخلاق. كونوا إسلاميين وكملوا العلوم الإسلامية بالنفوس الإسلامية. إلى جانب الدراسة الجادة للأحكام الإسلامية والمعارف الإسلامية ليكن لديكم تهذيب إسلامي. في الجمهورية الإسلامية في كل المدارس العلمية والدينية وجميع مدارس التدريس سواء تدريس العلوم الدينية أو تدريس العلوم الأخرى في رأس القائمة من اهتماماتها يجب أن يكون الطلاب مهذبين قبل أن يكونوا علماء. مهذبين قبل ان يكونوا دارسين. في جميع المدارس في كافة أنحاء البلاد يجب أن يكون هناك أشخاص مهذبون وعلماء وخطباء ساروا في طريق الحق قدر استطاعتهم، وعليهم أن يذهبوا إلى هذه المدارس ويؤسسوا حوزات اخلاقية وحوزة تهذيب وحوزة معارف إسلامية بحيث يكون إلى جانب الدراسة العلمية تهذيب إسلامي وأخلاق إسلامية. يجب أن يكون هناك تهذيب إسلامي في المدارس سواء في المدارس الدينية أو في سائر الجامعات التي هي مدارس إسلامية ودينية يجب ان ينتبهوا إلى المعلمين في هذه المدارس والأشخاص الذين يبلّغون فيها او يتحدثون أن يكونوا اشخاصاً إسلاميين مائة بالمائة ومعتقدين بأحكام الإسلام والعقائد الإسلامية بحيث أن الأشخاص الذين يتربون عندهم يتربون تربية إسلامية مع تهذيب إسلامي. واعلموا أن العالم أي عالم كان، إذا لم يكن لديه تهذيب إسلامي وأخلاق إسلامية فهو ضار للإسلام وليس نافعاً. لقد تضرر بلدنا من لسان وقلم الأشخاص الذين ليس لديهم التزام بالإسلام وكانوا منحرفين ما لم يتضرر من المدافع والدبابات ومحمد رضا وأبيه. ضرر هؤلاء ضرر روحي. الضرر الروحي أشد من الأضرار الجسدية. إذا لم يكن العالم مهذباً، حتى ولو كان عالماً بأحكام الإسلام، ولو كان عالماً بالتوحيد؛ فانه إذا لم يكن مهذباً فانه مضر لنفسه ولبلده ولشعبه وللإسلام ضررا لا نفع معه. إذا أردتم أن تكونوا من عمال الإسلام، وعمال المجتمع الإسلامي، وأن لا تكونوا اسرى القوى الكبرى وعملائهم، يجب أن يكون في رأس القائمة من اهتمامات برامج الدارسة في الجامعة والفيضية وجميع أولئك المرتبطين بالجامعة وجميع المرتبطين بالفيضية برنامج أخلاقي وبرامج تهذيبية حتى يقدموا للمجتمع أمثال المرحوم مطهري (رحمه الله) ولا قدر الله لو كان الأمر بالعكس مما قلت فان هذين [الجامعة والفيضية] يقدمان للمجتمع أفراداً على عكس أولئك فيقومون بجر المجتمع إلى الفساد والناس إلى الأسر.

صحیفة الامام الخمیني العربیة، ج١٤، ص١٣٦

------------

القسم العربي، الشؤون الدولية.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء