ان افتراق طريق المسلمين وانشعابهم الى فرق شتى، لم يكن حديث اليوم او امس، وانما اوُجد منذ صدر الاسلام. بغض النظرعن الاسباب التي دعت الى ذلك، الشئ الثابت لدينا، هو، ان المسلمين تعرضوا إلى اشد الاضرار والاذى جراء ماحدث.. وانتفع به اعداء المسلمين الى اقصى حد.. للأسف، لاتزال هذه المسألة متواجدة اليوم هنا وهناك، بسبب بيئة الجهل وضعف البنية الدينية، السياسية والاجتماعية لدى شرائح من اتباع الاسلام وغطرسة وحب الدنيا عند بعض حكام وزعماء المسلمين، وقد تنامت وتوسعت! حيث نشاهد، اليوم، الثمرات المرة، لتلك الشجرة المشؤومة، على شكل تحجر، رجعية، وتطرف وسطحية. بطبيعة الحال، الى جانب الاختلافات، جرت مساعٍ وخطوات بهدف وحدة المسلمين والتقليل من التشتت، وهذا مدعاة للارتياح. بلاشك، يمكن اعتبار ما تعلق بالامام الخميني (قدس سره) في هذا المسار، من اكبر واعمق الاجراءات في الوقت الراهن. فقد كان سماحته، يعتقد، من حيث الرؤية والعمل، بالابتعاد عن الاختلاف والتفرقة، والتمسك بوحدة الامة الاسلامية قال سماحته (قدس سره):
"نحن والمسلمون من اهل السنة جسم واحد لاننا مسلمون واخوة واذا قال احد كلاما يبعث على الفرقة بين المسلمين فاعلموا انه اما ان يكون جاهلا او انه من اولئك الذين يريدون الوقيعة بين المسلمين، فليس هناك مسألة سنة وشيعة ابدا، الجميع اخوة."(صحيفة الامام، ج6، ص110).
لم ترد، اليه عبارة او نص، حتى على شكل نصوص علمية عادية، حول تعميق الاختلاف بين الشيعة والسنة، في اي من تأليفاته وخُطبه. بل العكس، كل ما نشاهده، هو، الدعوة الى الحركة نحو الاتحاد والابتعاد عن الاختلاف العبث.
من حيث العمل، هناك دلائل تشير الى ان سماحته (قدس سره)، سواء قبل الثورة او بعدها، وخلال ماقام به وتكلم به، كزعيم ديني وسياسي، الى انه كان يتمتع باعتقاد واقعي وصريح، ونظر ثاقب بالنسبة للمصلحة العامة، فيما يتعلق بالوحدة.
ان اسبوع الوحدة، ينطبق على هذا المسار، وقد اوُجد بمصافة وذكاء. فاختيار (زمن) الخلاف بين الشيعة والسنة، حول تاريخ ميلاد النبي الاكرم (ص)، سواء من الناحية الرمزية او المعنوية، افضل اختيار يمكن الوصول اليه، وذلك لان النبي المكرم (ص)، اهم قاسم مشترك بين المسلمين ومحورية وحدتهم، بعد القرآن الكريم.
كان سماحة الامام الخميني (قدس سره)، حتى اخر لحظات حياته المباركة، من المنادين بوحدة العالم الاسلامي، بغض النظر عن بعض الحكام الرجعيين وعلماء الامة الاسلامية المتحجرين، محذّراً من دسائس الاعداء فيما يتعلق بتوسيع رقعة التفرقة والاختلاف بين المسلمين. اننا اليوم، نشاهد بوضوح، احقية دعوة ذلك القائد الفذ الى وحدة الكلمة، وصواب انذاره بما يرتبط بذلك، كما ونشاهد ايضاً، ثمرة الجهل والتشتت، بصورة مجاميع تكفيرية-ارهابية، عاشت فساداً وقتلاً واباحة في اوساط المسلمين، بتنظيمها وتشكيلها من قبل القوى الاستكبارية، حيث توضحت الصورة اكثر فاكثر، بالعودة، ضرورةً، الى سيرة ورؤية سماحة الامام الخميني (قدس سره).