زياد محمود النجادا-باحث- الاردن
حقق الامام قائد الثورة الاسلامية للشعب الايراني مالم يحققه شخص آخر. فقد صنع صخرة التلاحم الاسطوري بين الامة المجاهدة وبين قياداتها العظيمة المتمثلة في مرجعها الامام الخميني.
كان الامام الخميني يتبني نظرية ولاية الفقيه من بين نظريات الحكومة الاسلامية فهو ليس اول فقهاء الشيعة الإثنا عشرية ابتكاراً لها لكنه كان اولهم سعياً الى تطبيقها في الواقع العلمي، وتمتاز هذه النظرية بأنها اكثر نظرية سياسية فقهية تعطي للفقية صلاحيات حيث للفقيه والذي يسمى بولي أمر المسلمين او الولي الفقيه صلاحيات في ادارة جميع ميادين الدولة.
وهكذا فقد تحقق الهدف الى انجاز عملي فقد حقق الامام رغبة الشعب الايراني في الاصلاح وسيادته الكاملة على اراضيه وخلق الوعي السياسي للشارع الايراني المسلم وإبعاد دوائر الاستعمار والتدخل الاجنبي الى غير رجعه. واستطاع الامام بعد ذلك ان يستوعب الامة بمختلف طبقاتها لانه آمن بأنها القادرة على صنع مصيرها الذي تريد اذا توفرت لها القيادة التي تبعث فيها روح الثورة والجهاد وتعيد ثقتها الى نفسها ولأنه اخلص لها كل الاخلاص فكانت آلام كل فرد منها هي آلامه وهمومه ولم يكن رضوان الله عليه يتعامل مع المرجعية على أنها امتيازخاص يعزله عن مجتمعه بل تعامل معها على انها مسؤولية كبيرة لابد ان ينهض بأعبائها على اكمل وجه. فكان المرجع القائد الذي يرسم الطريق ويسير فيه الى المقدمة.
هذه العلاقة الرائعة بين المرجع وجماهيره جعلته لايجد اي مشكلة في طريقه الطويل مهما كانت الصعاب والتحديات كما جعلت جماهيره لاتجد اي صعوبة في السير وراءه لانها ادركت جيداً انه يسير بها الى حيث يريد الاسلام.
إن الامام الخميني حقق الاصلاح الاكبر في عالمنا المعاصر، واعتبره الكثيرون من اكثر الرجال تأثيراً في القرن العشرين ووسمته مجلة التايم برجل العام للعام 1979، لقد فرض فكرته الاصلاحية الثورية على الواقع الاسلامي دون ان يأبه بردود الفعل المضاده وتلك عي القيمة الحقيقية للمشروع الاصلاحي، وتلك هي الصفة الاساسية للمصلح، فليس هناك مايضعف العزم عنده مادامت الرؤية واضحة، وهذا ما جعل الامة تلتف حوله لانها وجدت فيه القائد الواثق من نفسه و مشروعه وامته فمنحته كل الثقة والولاء.