بسم الله الرحمن الرحيم
كانت لحادثة مذبحة حجاج بيت الله الحرام، سنة 1366 ه. ش. (1987م) اواخر القرن الماضي، ردة فعل من قبل الامام الخميني(قدس سره)، رغم انها لم تحض بردود عمل مناسبة في العالم. فما وقع انذاك من وحشية وسفك للدماء، كان دليلا واضحا لانصياع ال سعود للامبريالية الامريكية، وكان ايضا، معدا له سابقا... مما اثار اسف وقلق بعض المحافل الدولية كالعادة ! وبسبب تبعية ال سعود للقوى السلطوية، لم تلق الفاجعة او بالاحرى المذبحة، اي صدى ملائم لما حدث فيها، بصورة واضحة وصريحة من الاستنكار والاحتجاج ! خاصة من مجامع تطلق على نفسها، حقوق الانسان او الدفاع عن الانسان ! ولو كان ذلك في ايران، لقام العالم وقعد ...! وربما تعرضت البلاد الى حملة عسكرية !. لقد اصدر الامام (قدس سره) حول ذلك، نداء التامت فيه جراح عوائل الشهداء وكافة المسلمين، وتسبب في فضح وتعرية ال سعود اكثر فاكثر ومن يقف خلفهم، معربا فيه، ان تلك الحوادث ليست طارئة على الشعب الايراني، وانما ذلك ما اعتادعليه الشعب. اليك نداء الامام الخميني( قدس سره) المنبثق من قلب مفجوع، ابي وارادة تهز قوى الاستكبار العالمي، وتزلزل الارض تحت اقدامها : "...بالنسبة لشعب عظيم وباسل كشعبنا الغيور الذي خاض تجربة الثورة الطويلة وفضح علماء أمريكا نظير الشاه وصدام في هجومهم على المواكب الحسينية وإحراق المصاحف والمساجد، وكشف النقاب عن أعمالهم القبيحة، فامتدت هذه المرة الأيادي القذرة لأمريكا واسرائيل من كم المنافقين وخائني الحرمين الشريفين زعماء الدولة السعودية، واستهدفوا القلوب الطاهرة لضيوف الرحمن، وروى مدعوا سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام شوارع وأزقة مكة المكرمة من دماء المسلمين".(صحيفة الإمام، ج20، ص281). "نحن في الوقت الذي نعيش أجواءاً مليئة بالحزن والتأثر العميق جراء هذه المجزرة المروعة والتي لم يسبق لها مثيل بقتل أمة محمد (ص) وابراهيم الحنيف والسائرين على نهج القرآن الكريم، نشكر الله تعالى أن جعل أعداءنا ومناهضي سياستنا الاسلامية من الحمقى والجهلاء؛ لأنّهم لا يعون كون أعمالهم العشوائية أدت الى تدعيم موقفنا والتعريف بمظلوميتنا ومهد ت الطريق لارتقاء مذهبنا، إذ لو استفدنا من مئات الوسائل الدعائية وأرسلنا آلاف المروجين وعلماء الدين الى مختلف أقطار العالم للتمييز بين الاسلام الأصيل والاسلام الأمريكي والتفريق بين حكومة العدل وحكومة العمالة الزاعمة للذود عى الاسلام لما تمكنا من ذلك بالشكل الذي حصل؛ وان أردنا إماطة اللثام عى الوجه المقيت لعملاء أمريكا وإثبات عدم وجود فرق بين محمد رضا خان وصدام الأمريكي وقادة الحكومة الرجعية في السعودية في القضاء على الاسلام ومعارضتهم للقرآن وكونهم جميعاً عبيداً لأمريكا ومكلفين بهدم المسجد والمحراب وإطفاء القبس المنير للشعوب المنادية بالعدل والحق لما تسنى لنا ذلك بهذه الكيفية؛ وكذلك اذا ابتغينا أن نثبت للعالم أن السدنة الحاليين للكعبة المشرفة غير مؤهلين لاستضافة ضيوف الرحمن ولايهمهم سوى إرضاء أمريكا واسرائيل وتقديم مصالح بلدهم لما كان بوسعنا تبيين ذلك بهذه السهولة؛ ولئن رغبنا أن نثبت للعالم أنّ حكومة آل سعود وأولئك الوهابيين المنحطين الجهلة الذين غرزوا خنجر حقدهم في قلوب المسلمين قساة وجفاة الى هذه الدرجة لما وفقنا لذلك. إنّ ورثة أبي سفيان وأبي لهب ومنتهجي سيرة يزيد بيضوا وجوه أسلافهم حقاً." (صحيفة الإمام، ج20، ص282)