الاقلام لا تجف

الاقلام لا تجف

بسم الله الرحمن الرحيم

   اظهر ما قامت به امريكا، اخيرا، بحظر جامعة المصطفى العالمية، اظهر مرة اخرى، الخصلة السلطوية والرؤية الاستكبارية لهذه الدولة. ان حظر مركز علمي عضو في اتحاد الجامعات الدولي، وخريجوه مروجون للعقلانية والاعتدال، في العالم، وتراثهم العلمي ينصب في مسير تنمية السلام والصداقة والاخوة بين الشعوب، لا يعني الا معاداة للعلم . فالدولة التي كانت ولا تزال تدعم الانظمة الرجعية، العاملة على نشر التشدد والعنف والارهاب، في منطقتنا والعالم اجمع ... الدولة التي لها ملفات كثيرة، شائكة، امام الراي العام العالمي ، ودور فعال في ايجاد التطرف والمجموعات الارهابية كداعش، كيف تتيح لنفسها النظر والتصرف، بمثل ما قامت به، بالنسبة للاخرين ؟

   لقد اثبت التاريخ، ان سلوكيات كهذه لا تاتي بالنفع لاصحابها ! ... وان المفكرين والمحققين، وذوي الاقلام الحرة، يشقون مسارهم من خلال الظلمات ... وهم منتصرون لا محالة .

قال سماحة الامام الخميني (قدس سره): "إن الإسلام دين يستند الى البرهان ويعتمد المنطق، ولا يخشى حرية البيان والتعبير، ولا مما تقوله وتطرحه المدارس الفكرية الأخرى من الأفكار التي ثبت انحرافها وفسادها حتى بالنسبة لاتباعها ومفكريها. وينبغي لكم، أنتم أيها الجامعيون المحترمون، الابتعاد عن العنف والخشونة في مواجهة دعاة تلك المدارس وتجنب النقاش العقيم. بل جادلوهم بالتي هي احسن وادعوا علماء الإسلام وحاججوهم بالمنطق، وسيتضح لكم بأن أمثال هؤلاء يفتقرون الى الأدلة المنطقية. وإذا واجهوكم بالعربدة والضوضاء، اعرضوا عنهم وتجاهلوهم، لأن أحد أهدافهم هو أن يجروكم الى المشاجرة واستغلال ذلك لصالحهم. إننا نسمح لهم بالتعبير عن افكارهم بحرية تامة، ولكن لو شعرنا بالتآمر وعمليات تخريب، فسوف يكون لنا موقف آخر. اسأل الله تعالى ألّا تصل الأمور الى هذه المرحلة."(صحيفة الإمام، ج‏10، ص: 61)

واضاف سماحته مخاطبا اصحاب القلم: "من بين اللافتات التي برفقتكم واحدة متكوب عليها «إذا تطّلب الأمر بدلنا أقلامنا بنادق رشّاشة»، لكننا نأمل من الله أن تصل البشرية إلى درجة من النضج تبدل معها بنادقها إلى أقلام، فإن الخدمات التي قدمها القلم للبشرية لم تقدمه البنادق لها، فقد كانت البنادق غالباً في خدمة القوى الكبرى ولأجل دمار البشرية. وإسلامنا الذي أمر بالجهاد والدفاع، وتهيئة وسائل القوة وآلات الحرب، إنما منطلقة في ذلك الدفاع عن الحق، واستبدال لغة القوة والبندقية بلغة العلم والمنطق، وإن القادر على بناء البشرية هو العلم والقلم والفكر لا البندقية وسائر أدوات التدمير الأخرى، بل إن هذه الأدوات ذاتها مدينة للعلم بوجودها، والذين ابتكروها، منهم من كان قصده القتل والسيطرة والتدمير ومنهم من كان قصده خدمة الإنسان وحمايته وتأمين الاستقرار والأمن له. أمّا أنتم فاسعوا بأقلامكم وفكركم إلى وضع البنادق جانباً، وسلّموا الساحة للعلم والمعرفة والأقلام.

فمادامت البشرية تريد العيش في ظل البنادق والمدافع والدبابات فلن تستطيع التقدم نحو كمالها الإنساني ما لم تصل إلى مرحلة تتغلّب فيها لغة العلم والمنطق على لغة العنف والقتل، وتتغلّب فيها الأقلام على البنادق، فتضع آلات الموت جانباً وتفسح المجال لساحة العلم والمعرفة والقلم." (صحيفة الإمام،ج‏13، ص: 353)

 

القسم العربي، الشؤون الدولية، مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني (قدس سره).

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء