الامام الخميني (قدس سره)، وميلاد المسيح(ع)

الامام الخميني (قدس سره)، وميلاد المسيح(ع)

        عند مراجعة مضامين وكلمات الامام الخميني (قدس سره)، بمناسبة ميلاد المسيح (ع)، تبدو لنا ولاول وهلة، انها تتمحور حول نقطة مشتركة، الا وهي ان جميع الاديان الالهية، تدعو الى تربية روح الانسان، وهذه التربية تتواجد فقط في الاديان المذكورة، وقد اشار سماحته، كمفكر ديني بارز وعالم اسلامي، الى ان الاديان التي ورد ذكرها في القران الكريم، هي اديان الهية، وكان ينظر اليها سماحته، نظرة احترام وتكريم، وحسب رؤية سماحته، فان ما يضمه وجود الانسان، والداعي للاهتمام والتكريم، هو فطرة الانسان الطاهرة وروحه الخالصة، وان كل من يتمتع بذلك، هو انسان كبير. حيث انه في فكره (قدس سره) يتربع الانبیاء الالهيون (ع)، على مقام مرموق ورفيع جدا. وكان ينظر الى الانبياء العظام (ع) كعيسى وموسى، بعين التكريم والتعظيم، لاسيما عيسى (ع )، الذي كان يعتبره مناصرا للمظلومين ومؤسسا للعدالة، ومن يتمتع بكلام سماوي وعمل ملكوتي، وهو انسان كله معجزة. قال سماحته (قدس سره) في ذلك: " كل شي‏ء في السيد المسيح كان معجزة. كان معجزة عندما ولدته عذراء بتول. كان معجزة عندما تكلّم في المهد صبياً. كان معجزة عندما جاء للبشرية بالسلام والصفاء والمعنوية. جميع الأنبياء هم معجزة، والجميع جاءوا لتربية البشر، يريدون أن يسير البشر في الصراط المستقيم وأن يعيش البشر في سلام وصفاء وأخوة. هذه هي واجبات المرسلين الإلهيين الذين جاءوا للأرض كي يسموا بالإنسان من هذا العالم إلى العالم الأعلى".(صحيفة الإمام،ج‏11، ص 323)" (1). وفي ذات الوقت يلفت سماحته الى، ان الابتعاد عن تعاليم الدين الالهية، خطير للغاية ويبعث على التفرقة والضعف، موصيا كافة رجال الاديان المختلفة، باتباع تعاليم الانبياء الالهيين (ع) الاصيلة، ومعتبرا ان ما تتعرض له الانسانية من عناء ومشاكل، يصب في الانحراف عن المسار الحقيقي، قائلا: "ولو كانت تعاليم الأنبياء تطبق بالشكل الذي كانوا يريدونه-- كأن تطبق تعاليم السيّد المسيح بين المسيحيين، وتطبق تعاليم النبي موسى بين اليهود، وتطبق تعاليم الرسول الأكرم بين المسلمين-- لما حدثت للبشرية اليوم هذه المصائب والمشاكل في كل مكان." (صحيفة الامام، ج12، ص38) (2). ومضيفا: " " علماء الدين المسيح مكلفون بحسب تعاليم المسيح وبحسب تعاليم الله العظيم، مكّلفون أن يكافحوا هذه القوى التي تعمل خلافاً لمسيرة الأنبياء وسبيل المسيح. يجب إرشاد هؤلاء إلى دين المسيح. يجب أن يرشدوا الشعوب المسيحية كي لا يتبعوا هذه القوى التي تعمل خلافاً للمسيح."(صحيفة الامام، ج11،ص 324) (3)

________

1-       صحيفة الامام العربية، ج 11، ص 323.

2-      نفس المصدر، ج 12، ص 38.

3-       نفس المصدر، ج 11، ص 324.

______

القسم العربي، الشؤون الدولية، مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني (قدس سره)

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء