فکر الامام الخمیني (قدس سره)، سند هويتنا في التاريخ المعاصر

فکر الامام الخمیني (قدس سره)، سند هويتنا في التاريخ المعاصر

        لم يكن الامام الخميني (قدس سره) عنصرا وشخصية تاريخية فحسب، فالعديد يرون انه، سماحته، الى جانب كثير من الشخصيات التاريخية، في العصر الراهن والماضي لهذه البلاد وسائر البلدان، ظهر وقاد ثورة وقام بدور خلال فترة ما، ثم ارتحل !. هذه القراءة والرؤية تشير الى انه، بنهاية ملف الحياة المادية للامام، انتهى ايضا دوره ! ولا حاجة لتتبع فكره، الا من حيث الدراسة التاريخية !. اما القراءة الثانية، فهي، ان الامام (قدس سره) شخصية صانعة للتاريخ لا يحدها زمان خاص، اي، اضافة الى لعب دور تاريخي، يتمتع بميزة ايجاد التاريخ، كذلك. اننا نعتقد بان امامنا (قدس سره)، امام موجد ومنشئ للتاريخ، وله دور بارز في التاريخ المعاصر للعالم، ويدل كلام القائد المعظم على ذلك. فالامام قام بدور ايجاد التاريخ بالنسبة لنا، وهذا يعني، انه سماحته لا يزال حيا، فهو كما نرى هكذا ... فاشارة يده، والجهة التي يوحي بها وروحه الهادية ... كل ذلك حي، نابض في مجتمعنا، ومن ضروريات العصر الراهن، الالتفات الى مفهوم تواجد حوار فكر الامام الخميني (قدس سره)، ففكره سند هوية نظامنا السياسي وسلوكنا، وبظهوره، ظهر فكر جديد في ساحة العالم الاسلامي، ادى الى انتصار الثورة الاسلامية، وهو الفكر الذي انبثق عن ارادة الشعب، كاجابة لمطالبة الشعب الايراني الدينية _ التاريخية. باعتقادي، ان فكر ومنطق الامام، لم يكن (الثورة الاسلامية) ! فقد كان مرتكزا على قاعدتين : الجمهورية والاسلامية، التي تعني (الجمهورية الاسلامية)، وكانت الثورة الاسلامية تمهيدا لذلك، اي، للجمهورية الاسلامية، والثورة وثبة تغيير وتحول لتنفيذ هذا الفكر، واذا ما راجعنا نصوص كلام سماحة الامام الصريحة، يتضح لنا عنصرا (الاسلامية والجمهورية) الرئيسيان، اي، استقرار نظام شعبي يرتكز على الاسلام. فالفكر المذكور، حقيقة، اجابة لحاجة الشعب الايراني التاريخية، الذي اصبح شعاره، استقلال، حرية، وجمهورية اسلامية. فالاستقلال والحرية، هما الركنان الهامان لهذا الفكر. بالطبع، ان اي تفكر، يبقى حيا ومؤثرا مادام يلبي مطالبات الشعب، مما يعني، ان كل دوام واستمرار لذلك، يعود الى ارضيته الاجتماعية. كما، ارى، ان فكر الامام (قدس سره)، بنبثق من حاجة المجتمع الايراني الدينية _ التاريخية، منذ العصور الماضية، لحد الان، فهو يستطيع تلبية رغبات المجتمع خلال سنوات اخرى، وعلينا، اذن، ترسيخ ذلك وتبيينه للمجتمع، خاصة الشباب، الذين من حقهم الطبيعي، التعرف على الامام، وطريقة حياته ومعاملته (للناس)، كما كان، وحق الجيل الشبابي، ايضا، التعرف على الابعاد العلمية، الاخلاقية، العرفانية والتربوية للامام، وهو ما يحتاجون اليه. فعند التطرق الى سماحته وفكره، علينا الالتفات الى شخصيته المتعددة الاطراف، ومشربه التلفيقي، لانه، سماحته، فقيه، فيلسوف وعارف، وكذلك مفسر للقران الكريم، ولا مثيل له في التاريخ المعاصر. ففكره، كان متمايلا للتحول، ورغبة تحول وشبابي. لذلك، سنقوم باعادة النظر في السياسة الجديدة للمؤسسة، ونتبنى برنامجا يتيح لجيل الشباب، فهمه والتعامل معه. ان واجبنا هو العمل الصحيح، فيما يتعلق بفكر الامام الخميني (قدس سره)، والابتعاد عن التحريف المعنوي لشخصيته، ولا يجب التعامل بشكل (كاريكاتوري) بالنسبة لافكار سماحته، وتقطيعها الى اجزاء صغيرة وكبيرة ! اضافة الى ان لتفكر الامام، اليوم، معارضين كثيرين، وكما ذكر سماحة القائد المعظم، ان هناك مجموعة تسعى الى تحريف فكر الامام هذا، ليس بشكل العبارات، بل الهدف، هو، المضمون وحقيقة كلامه، بصورة تبدو فيها عبارات سماحته، خالية من روح الحقيقة ! وما يريدون من ذلك، هو، كل ما وافق ارائهم !

           د. علي كمساري، رئيس مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني (قدس سره)، بالوكالة.

_________

  القسم العربي، الشؤون الدولية، مؤسسة تنظيم ونشر تراث الامام الخميني (قدس سره).

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء