الإمام الخميني محيي النهضة الحسينية ومدرسة عاشوراء

الإمام الخميني محيي النهضة الحسينية ومدرسة عاشوراء

      بالنظر لتعاليم الإمام الخميني (قدس سره)، السياسية _ الاجتماعية، يمكن التوصل إلى أنه سماحته، منذ البداية حتى انتصار الثورة الإسلامية،  كان تابعا لمدرسة الإمام الحسين (ع)، وعمل وأكد على ذلك في مجالات شتى، مهتما بموضوع (النهضة على اساس الحق)، وكما جاء في القرآن الكريم:  " ... قل إنما اعظكم بواحدة ان تقوموا لله مثنى وفرادى. " (٤٦، سبأ)، كواجب ملقى على عاتقه، بهدف أحياء الفرائض والشعائر الدينية، حيث بذل اهتماما لاقامة مجالس العزاء والرثاء، في محرم وصفر، على مسار نمو وتطور الثورة الإسلامية، وكانت المجالس المذكورة أرضية للتعريف بهدف الإسلام النهائي، اي، الإصلاح حسب مباني المدرسة الإسلامية،  وقد اكتسب كل  رأسماله الاجتماعي، من الاستمرار في أحياء محرم وصفر، واستطاعت (اي المجالس)، ان تؤثر على نمو الأبعاد المعنوية والفردية، وكذلك الميزات الإنسانية الرفيعة، إضافة إلى علو حياة الإنسان الاجتماعية، وإقامة حكومة صالحة وعادلة. لذلك، فإن احد العوامل الرئيسية لانتصار الثورة الإسلامية،  هو، مجالس الحداد والتأبين المذكورة، والتي كانت اهم قواعد إشاعة وتبيين الثورة الإسلامية وإفشاء (ما كان يقوم به الحكم البهلوي)، بهدف أحياء القيم الإسلامية، حيث قال سماحته (قدس سره) في هذا المجال: " نحن شعب نحوّل هذه الدموع، إلى فيضان يجرف كل شيئ أمامه". (صحيفة الامام، ج13،ص257) لذا، فسماحته لم ير ان إقامة المجالس المعنية، تتلخص في جانب من التاريخ ! بل ان اهتزاز اعلام عزاء هذا التيار الملحمي هي: " ... مجالس انتصار فيلق العقل على الجهل، العدل على الظلم، الأمانة على الخيانة، والحكم الإسلامي على حكم الطاغوت ." (صحيفة الامام، ج5،ص51) كواجب وفريضة، وان من الملفت للنظر، بشكل رئيسي، هو الجانب السياسي والاجتماعي للمجالس آنفة الذكر. واستيعاب ذلك، يمكن ان يغير حياة الإنسان، ويعدّه للوقوف بوجه مساوئ واخطار العصر، عندما يتحول العزاء من عامل للتخدير والركود، إلى حركة حية، وبدل ان يكون باعث انزواء وتسليم، يتحول إلى مكافحة ظلم وتحقيق عدالة. كما نرى ان قائد الثورة المعظم، وللحيلولة دون قلب الحقائق،  ولمقارعة (الافكار) الالتقاطية بظاهرها وباطنها، يوجه خطابا إلى المجتمع، عارضا فيه (جهاد التبيين)، لعلمه ودرايته بتاريخ الاسلام والثورة الإسلامية، داعيا العلماء وأهل (البصيرة)، إلى إزاحة ستار الغفلة والجهالة من المجتمع الإسلامي، وصد الفتن المعقدة في عصرنا، من قبل الأمة الإسلامية، وان تقوم بدورها التاريخي، فيما يتعلق بتمهيد الطريق، لتشكيل منظومة عالمية جديدة، على قاعدة الدين الإلهي والاستعداد لذلك. اليوم، وخلال تجذّر حكم الطاغوت والظلم، في العروق السياسية _ الاجتماعية للدول الأنانية والمعادية للانسانية، تفتقر الأمة الإسلامية وكافة طالبي الحق ومستضعفي العالم، للانعتاق من ذلك، إلى مراجعة نهضة عاشوراء، وفلسفة إقامة (مجالس) النهضة الحسينية، وإشاعة وتنفيذ معارفها، في كافة الحقول الفردية، الاجتماعية، السياسية والحضارية، في حياة (جميع افراد) المجتمع ، للخطو على الصراط المستقيم، كأفضل حل منتخب، لمواجهة الآفاق الجديدة، للحياة السياسية_ الالهية، أمامنا.

_____

_ د. علي كمساري، رئیس مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني (قدس سره). 

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء