القدس لنا

القدس لنا

لم يكن ما اقدم عليه الإمام الخميني (قده) في تسميته لآخر جمعة من شهر رمضان الفضيل بيوم القدس العالمي اعتباطا او رياءاكما يفعل البعض من الحكام الجاثمين على صدور شعوبهم زورا وبهتانا ! واذا ما تعرض الأقصى الشريف إلى اعتداء آثم من الصهاينة المستوطنين وحماتهم من جنود الاحتلال الغاشمينتفضون على مضاجعهم ليصرخوا بأعلى صوت احتجاجا واستنكارا وإدانة لذلك ! وهم وراء الكواليس يعاقرون الصهاينة بما يشتهون ! فالامام الخميني (قده) ومنذ اللحظات الأولى لانتصار الثورة الإسلامية المظفرة أعلنها صراحة وعلى الاشهاد بأنه " على الجميع أن يتحدوا ويقفوا في مواجهة هذه العصابة المعتدية و ان يعملوا على قطع يدها الغاصبةو ان تحرير القدس واجب مقدس على جميع المسلمين و اجتثاث جرثومة الفساد هذه عن جميع البلدان الإسلامية. " (صحيفة الإمام العربيةج٥ ،ص١٢٨). ان المتتبع لما دار ويدور في الآونة الأخيرة من شهر رمضان المبارك في الأراضي المقدسة المحتلةو في الضفة الغربيةيرى بوضوح تامان الغطرسة الصهيونية التي كانت في يوم ماتتباهى ضاحكة على كل مسلم وعربي بل وعلى كل حر من احرار العالم و تصول وتجول أينما تريدأصبحت اليوم في خبر كان ! وكذلك الكيان الصهيوني المؤقت الذي كان يضرب في أعماق اية دولة عربية يريدهاو يعود منتصرا بعد تكبيده لتلك الدولةخسائر فادحة في الأرواح والمعدات و لا محاسب ورادع له ! تحول اليوم أيضاو بفضل وبركة محور المقاومةالذي تقوده إيران الثورةو يتصدره أبناء الإمام الخميني (قده) الاشاوس ،تحول إلى جرذ يبحث عن جحر يختفي فيه ! لكي لا تناله سيوف الثوار المسلمين السائرين على نهج الإمام (قده)فمن تراجع قطعان المستوطنين لتدنيس باحات الأقصى الشريف بأمر من النتن ياهو إلى اختطاف رؤوسهم التي اينعت ببنادق اسود العرينو غيارى الشباب من عرب ١٩٤٨ والضفة الغربية المستباحة. ناهيك عن اعتراف قادة النظام الصهيوني بتآكله من الداخل و زواله ان شاء الله تعالى بأقل مما يتوقعون !. هذا ما جاءت به الثورة الإسلامية المباركةو ما بشر به مفجرها الفذ الإمام الخميني (قده) الذي اتخذ القرآن الكريم نبراسا ومصباحا لهفي طريقه لإحياء الإسلام ثانيةو إدخاله إلى المجتمع المتعطش له على امتداد سنوات عجاف مؤمنا سماحته بقوله عز من قائل " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " (١٠٥،التوبة). وهكذا جاءت صيحة الإمام (قده) المدويةالتي هزت أركان المعمورة باجمعها ..." اني اطالب عامة المسلمين في العالم والدول الإسلاميةبتوحيد صفوفهم من اجل وضع حد لهذا العدو الغاصب وحماته. وادعو المسلمين جميعا إلى اتخاذ آخر جمعة من شهر رمضانو التي هي من ايام القدرو بوسعها ان تكون حازمة في تحديد مصير الشعب الفلسطينيي وما للقدس والإعلان عن تضامن المسلمين الدولي في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب المسلمین خلال إقامة المسيرات الحاشدة." (نفس المصدر ،ج٩، ص٢١٣) حيث استجاب لدعوته المسلمون خاصة على اختلاف مذاهبهم و كذلك الشرفاء من المسيحيين واليهود. انظر إلى ما قاله احد كبار الحاخامات اليهود في بريطانيا قبل مدةو هو الحاخام (الهنان بك ) عضو حركة ناتوري كارتا المعادية لإسرائيل: اني اعتبر النظام الصهيوني مجموعة محاربة للاوامر الالهية. ان إزالة إسرائيل هو الوسيلة الفريدة لاحلال السلام في العالم. (وكالة ايرنا). لقد انتقل المجاهدون الفلسطينيون و لاسيما الأشبال منهم من سلاح الحجارة الذي اتخذوه وسيلة لمقارعة قطعان الصهاينة إلى البندقية والسلاح الأبيض يتزينون به تبركا وشرفا ليقتنصوا به رؤوس وصدور القطعان المتوحشةالتي عاثت فسادا وخرابا في الأرض المقدسة... أرض الزيتون الجريح و الدماء الزكية الطاهرة التي اريقت عليهارغم سبات بعض الحكام الذين باعوا دنياهم واخراهم بدراهم معدودة ! من أجل اطالة مجالسهم على عروش متهرئة يطوف عليها اقزام لا حول لهم ولا قوة ! فالقد ساذنلنا مهما حاول بنو صهيون تزييف الحقائق وقلبهاحسب خرافات يزعمون انها جاءت في التوراة ! ... وحتى التوراة كتابهم المنزل من الله تعالى لم يسلم من اياديهم القذرة ! وعاثوا فيه ما استطاعوا من تحريف وتغيير وزيادة ونقصان ! وهم الذين قلبوا ظهر المجن لنبيهم موسى (ع)و ما تبعوه حقيقة حتى الآن ! ولو لم تكن تساندهم فيما يقومون به شرذمة مثلهم من الامبريالية الانجليزية والأمريكيةلما استطاعوا التسلط على فلسطين المقدس التي تعاون معهم في اغتصابهازمرة يدعون العروبة والإسلام ! وهم بعيدون كل البعد عن ذلك. ففلسطين لا ينقذها الا الأحرار من المسلمين والمسيحيين واليهود ... والشعوب لا الدولو لاسيما محور المقاومة المظفرو على رأسه الجمهورية الإسل امية الإيرانية. قال الإمام الخميني (قده) في ذلك: " ... اذا أردتم إنقاذ القدس وإنقاذ فلسطين ... من ايدي هؤلاء العملاء ومن ايدي الأجانب فإن على الشعوب ان تنهض على الشعوب ان تقوم بهذا الأمرو ان لا تبقى بانتظار قيام الحكومات بذلك فتلك الحكومات لا تتحرك الا لما يحقق مصالحها. " (نفس المصدر ،ج٦، ص٣٩٧ ). بانتظار عيد الانتصار الاغر ... وان غدا لناظره لقريب.

------------------

- د. علي كمساري رئيس مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني (قده)

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء