رحيل الكيان الصهيوني حتمي، وفق سنن الله الغلابة

رحيل الكيان الصهيوني حتمي، وفق سنن الله الغلابة

ان احرار العالم وأبناء هذه الأمة الباسلة، وشعب فلسطين الصامد، لن يركعوا امام ارادة المحتل (الصهيوني)، ولن يستكينوا لظلم واستكبار الحكومات المتحالفة معه، بل شهدنا هبة شعبية من أبناء الأمة الإسلامية والعربية، واحرار العالم من كل القارات والدول والثقافات والمذاهب، علت اصواتها لوقف التدمير والعقاب الجماعي، بحق الشعب الفلسطيني، وتفجرت طاقات الخير والعطاء والتضحية، والدعوة لتحقيق العدل، ووقف الظلم من حصار وقتل وتجويع الأطفال والنساء، والشيوخ والأبرياء، في غزة وفلسطين، وتكشف أولئك الظلمة والمعتدون، من اعداء الإنسانية والشرائع السماوية والقوانين الدولية اكثر فأكثر . ولا شك أن سنة الله تعالى ماضية في أولئك الظالمين، المستكبرين والمجرمين . لقد جعل الله تعالى أحداث غزة الجارية، مرحلة جديدة في التدافع بين الخير والشر، وطريق النور ودركات الظلام، وبين الحق والباطل . ولابد ان يعرف أبناء الجيل الجديد ما يحدث في غزة وفلسطين، وماجذور هذا الصراع وكثيرون يبحثون في كتب التاريخ والصحف والمقالات، والخطب والمحاضرات، والمواقع الإلكترونية والفضائيات ... الخ .

في حرب غزة الحالية، تغيرت الكثير من الاهتمامات، وبدأ التشمير عن ساعد الجد، مع تجلي قيم الثبات والصبر والإيمان، المتدفقة عند أهل غزة وفلسطين . فهذا الشعب المؤمن بدينه وقضيته، وحضارته وتاريخه وثقافته، يقدم قوافل الشهداء من الأطفال والشيوخ والأبرياء. وضرب مثلا فريدا في التضحية وحب الشهادة، والإيمان بالقضاء والقدر، رغم نقص الامكانيات في هذا الصراع وعدم التكافؤ، بين معسكر الباطل والحق، في عالم الأسباب المادية. فقد صنعوا الاعاجيب، وسطروا صفحات التاريخ من جديد، فالحرية في معتقدهم وثقافتهم وفهمهم، لا توهب ولا تعطى، وإنما تنتزع انتزاعا، وتروى بالدمام، ويضحى في سبيلها، أبتغاء مرساة الله عز وجل، بالغالي والنفيس . لا شك اننا نعتقد انه في نهاية المطاف " سيهزم الجمع ويولون الدبر . " ٤٥، القمر . وان الهزائم الاخلاقية، والنفسية، والاقتصادية، والأمنية، والسياسية، والاجتماعية ؛ ستلاحقهم وستتوج بالهزيمة العسكرية عاجلا او آجلا، في جيلنا هذا أو في الذي بعده . وان هذه الأمة بطبيعتها العقائدية، وموروثها الحضاري وعمقها التاريخي، ولديها من الخبرة والرصيد، من المعرفة الإسلامية والإنسانية، يجعلها تستجيب للتحدي الاستعماري (الاستيطاني)، مهما تحالفت ضدها قوى الشر، ويمكنها من مقارعة الظلمة والمعتدين، وتحرير الأرض والإنسان . لقد قدمت الأمة الإسلامية نماذج من أعمال المقاومة والجهاد ومقارعة المعتدين، تحدث عنها أهل الشرق والغرب، وملأت صفحات ناصعة البياض في سجل التاريخ . وان هذه المقاومة امتداد طبيعي لجهود القائد الإسلامي التركي، ابو المظفر عماد الدين زنكي (رحمه الله)، والذي استطاع انتزاع الرها (مملكة قديمة ظهرت في شمال بلاد ما بين النهرين، بين نهاية القرن الثاني ق . م . واوائل القرن الثالث الميلادي . /ar. m.wikipedia.org )، من الجيوش الصليبية، بعد ٢٨ يوما من حصارها، واستسلمت القوات الصليبية فيها، في ٢٨ جمادي الآخر ٥٣٨ للهجرة/٢٧ تشرين الثاني ١١٤٤ م .، فحقق عماد الدين زنكي، الانتصار الكبير وتحررت الإمارة بعد خمسين عاما، وبعدها استمر الجهاد لعشرات السنين، حتى تم تحرير بيت المقدس على يد الناصر صلاح الدين الأيوبي (رحمه الله)، ومما قيل في فتح الرها، ما نقله ابن الاثير في عماد الدين زنكي :

بجيش جاش في الفرسان حتى

ظننت البر بحرا من سلاح

و ألسنة من العذبات حمر

تخاطبنا بأفواه الرماح

و أروع جيشه ليل بهيم

و غرته عمود من صباح

صفوح عند قدرته كريم

قليل الصفح ما بين الصفاح

فكان ثباته للقلب قلبا

و هيبته جناحا للجناح . كتاب الروضتين‌ في اخبار الدولتين ١/١٣٩ .

----------------------

علي الصلابي، مؤرخ، فقيه، ومفكر سياسي ليبي . من مقالة له في (الجزيرة) مدونات .

------------------------

قام القسم العربي، الشؤون الدولية، بنقلها ومراجعة مصادرها التاريخية.

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء