بسم الله الرحمن الرحيم
يا تلاميذ غزة ...
علمونا ... كيف يصبح التلميذ معلما، والمعلم تلميذا ؟ أ هكذا يقتضي الزمن ؟ أم هناك مقاسات أخرى، لتبيين ذلك ؟ ... وهل يصغي التلميذ للمعلم، ام المعلم للتلميذ ؟ ... لقد احتار العالم بما فيه للجواب على ما سلف من أسئلة ! فكيف يجيب على استفسارات انقلبت فيها القواعد رأسا على عقب، وتبددت تبحث عن أجوبة، تقنع بها من يسكن هذه البقعة التي يطلقون عليها (المعمورة) ! وهي خاوية على عروشها ! وقد تقاسمتها القوى الشريرة، من كل حدب وصوب ! تمرح وتسرح فيها، ليل نهار، ولا احد يقف بوجهها ! اللهم الا النزر اليسير، ممن باعوا أنفسهم ليشتروا وجه الله تعالى، الذي وعدهم بالجنة والخلود، حيث قال عز من قائل : " ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون ... " / ١١١، التوبة ./ فأي سبيل، اليوم، افضل وأعظم جهادا، من نصرة المسلمين المظلومين، في غزة خاصة وفي لبنان ؟ وأي سبيل أجل من مقارعة الكافرين الصهاينة ومعاضديهم الامريكان ؟ وقد اصطفوا جميعا بكل ما لديهم، لاراقة الدماء الطاهرة، الزكية ، وإقامة دولة الشيطان الذي ولد من جديد في الغرب، ولاسيما أمريكا، على جثامين الشهداء الطاهرة، في غزة، في الوقت الذي يقف فيه ممن يدعي الإسلام من العرب المتصهينين وغيرهم، متفرجين ! مستقوين بالكفار على أبناء جلدتهم ! الذين يقاتلون من أجل استعادة أرضهم السليبة، وهم حفاة، جياع، بساطهم الأرض ولحافهم السماء ! وقد عزم المنحطون الصهاينة والامريكان، على اجلائهم من أرض الآباء والأجداد المقدسة، التي ترعرعوا عليها وأقاموا فيها سنوات طويلة ممتدة، بلا حق ! سوى أن شرذمة من الكافرين وأمثالهم، لا يريدون ان يبقى احد منهم على هذه الأرض الطيبة، الطاهرة، وهم " الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق ... " / ٤٠، الحج ./ لقد التمسوا الهدى من الهادي الأول والآخر، فصدق فيهم قوله تعالى : " الذين جاهدا فينا لنهديهم سبلنا ... " /٦٩، العنكبوت /. فيا ترى، أي هداية أجل وأسمى من هداية القادر المتعال ؟ . لقد هبوا بما لديهم من متاع لا يذكر، كألاعصار الذي أودى بعاد، وجعلهم هباءا " كأنهم اعجاز نخل خاوية ... " / ٧، الحاقة /. وهدر مرة أخرى يباركه الغيارى في كل بقعة من العالم، بأسم (طوفان الاقصى) ، الذي قلب السحر على الساحر، وانبثق الصباح، خيوط شمسه الساطعة انوار الهية، وانطلقت زغاريد الأمهات، خاصة أمهات الشهداء، مبشرة بانحسار ظلمات الكفر والدجل، من على سفوح، بساتين، مياه، وأرض فلسطين الطاهرة، وقام المجاهدون الأبرار من حماس والجهاد الإسلامي ورفاقهم في السلاح، بإعادة الأمل إلى الملايين من جديد، حيث قتلوا ما استطاعوا من القطعان الهمجية، واسروا ما اسروا وبنادقهم بأيديهم واصابعهم على الزناد، وكان الرامي، هو الله القادر المتعال، الذي جلى قوله تعالى كل ظلمة وضباب مخاطبا : " فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ... " / ١٧، الانفال ./، حيث صدق ذلك عليهم فأسودت وجوه الأعراب المتصهينين واهتزت عروشهم المتهرئة، والتمسوا طريق الشيطان للنجاة، بدل الصراط المستقيم، فلم يفلحوا ! لأنهم اعتادوا عبادة الصنم الأكبر ! غير الله جل جلاله، ( ومن يكن الغراب له دليلا يمر به على جثث الكلاب . ) / ورد في المستطرف ص٥٠، للابشيهي، دون نسبة / . فضلوا الطريق ولا زالوا كذلك ! ... أما المرابطون على المسار القويم، فقد أخذوا ما قاله عز من قائل : " انفروا حفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ... " / ٤١، التوبة/، قلائد تزين رقابهم وصدورهم، وهبوا، هبة رجل واحد على الكفر والظلم، وهم يدركون العهد وما يترتب عليه، وما جاء به القرآن الكريم بقوله : " فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ." / ٩٥، النساء/، ولم يثنهم ما ينفثه ويشيعه المرجفون، حول الطوفان العظيم وزمجرة الأسود الفلسطينيين، لاعادة الأرض المغتصبة، المضمخة بالدماء الزكية . روي عن رسول الله (ص) : " ان الله عز وجل يبغض رجلا، يدخل عليه في بيته ولا يقاتل . " / وسائل الشيعة ط آل البيت (ع) . الشيخ الحر العاملي ج١٥ ص١٢٣ / . لقد قاتلوا ويقاتلون الذين دخلوا عليهم ديارهم وشردوهم منها . ان المتتبع لما يجري في غزة العزة، اليوم، يتضح له الأمر جليا لا لبس فيه، ويرى صراع الحق والباطل ومقارعة الإيمان للكفر . الحق، المتمثل بالمجاهدين المنصورين بإذن الله تعالى، والباطل الخاسر، الخائب، المنكسر بحول الله العلي القدير، الذي يمثله الصهاينة والامريكان، وهكذا بين الإيمان والكفر . عن أبي ذر (رض) قال : قلت يا رسول الله، أي الأعمال افضل ؟ قال (ص) : الإيمان بالله، والجهاد في سبيل الله. / شعب الإيمان، ج٢، ص ٣٨٦ _ ٣٨٧، عبد السلام ياسين . ف " هل في ذلك قسم لذي حجر "/٥، الفجر / .