فان طالب الدنيا السائل الجاه والمال انما يعشق المال والجاه لانه يرى الكمال فيهما وهكذا هو حال صاحب كل مقصد، فهو يرى الكمان في مقصده ويعتبر الكمال من بلغ هذا المقصد فيعشقه وينفر من غيره.
ودور الانبياء عليهم السلام والعلماء بالله واصحاب المعرفه، انما هو اخراج الناس من الاحتجاب وتخليص نور فطرتهم من ظلمات الجهل وتعريفهم بالكمال والكامل. فإذا تم ذلك، فإن التوجه نحو الكمال وترك غيره لن يحتاج الى دعوةٍ او تشجيع، فنور الفطرة الموجود في افراد البشر قاطبة، يعدّ بحدّ ذاته أكبر الادلاء الالهيين.