سقوط أسطورة الغرب الأخلاقية

سقوط أسطورة الغرب الأخلاقية

على مدى عقود رسخت الولايات المتحدة والغرب صورتها فى وجدان وشعوب العالم كحامية للحرية والعدالة ومدافعة عن حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية، وعلى هذه القاعدة تشن حروبها المتواصلة - ومعها الغرب - على دول تتهم أنظمتها السياسية بمعاداة الديمقراطية وإهدار حقوق الإنسان، دمرت دولا وقتلت وأصابت وشردت ملايين البشر من البلقان إلى غزة، تحت هذا الشعار الذى أسقطته حرب الإبادة على غزة التى يشارك فيها الغرب منذ يومها الأول.غزة العزة أسقطت القناع، وكشفت الوجه الحقيقى للغرب، وكشفت أن الخطاب الغربى عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ما هى إلا ستار من أجل التغطية على مصالحها الإستراتيجية وهو ما ظهر بوضوح فى العدوان على غزة. بعد انكشاف «كذبة» الحرية والديمقراطية التى يرفع الغرب شعارها، لم أعد أنا وملايين البشر حول العالم نصدق هذه الشعارات التى ثبت زيفها، مع تأكيدى الفصل التام بين حكومات هذه الدول الظالمة وشعوبها التى خرجت بالملايين فى شوارع أوروبا وأمريكا نفسها لإيقاف العدوان، وهو ما اعتبره كثير من المحللين عاملا قويا أسهم فى إيقاف العدوان. وقد عبر عدد كبير من الكتاب والمحللين السياسيين فى أمريكا والغرب عن هذا المأزق الذى يعيشه الغرب نتيجة مشاركته ودعمه حرب الإبادة على الشعب الفلسطينى، ومن بين هؤلاء البروفيسور ديدييه فاسين، الأستاذ فى «كلية فرنسا كوليج دو فرانس»، الذى كتب يقول: «مشاركة الغرب فى حرب الإبادة هى أعمق هاوية أخلاقية سقط فيها العالم الغربى منذ الحرب العالمية الثانية». وقال: «إذا كان هناك تهديد وجودى فهو يتعلق بالفلسطينيين الذين تستمر أراضيهم فى التقلص تحت تأثير الاستيطان والتدمير». عزيزى الغربى: «أرجوك لا تحدثنى عن حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية».

سعيد شلش ، كاتب مصري .

--------

القسم العربي ، الشؤون الدولية ، نقلا عن جريدة الاهرام .

ارسل هذا الخبر الی الاصدقاء