من خلال تحليل ودراسة الجوانب المختلفة من قضايا العالم الاسلامي، فإن الملاحظة الهامة في الفكر الديني للامام هي أنه اهتم دوماً وعلى جميع الاصعدة بتحليل ودراسة حالتين وذلك في معرض رسمه لاوضاع البلدان والشعوب المسلمة والمشاكل التي تواجهها وطرح تطلعات العالم الاسلامي واهدافه: 1- تحليل الوضع الحالي والتعرف على آفاته على هامش بيان الوضع القائم 2- رسم الجو المثالي وطرق الوصول اليه في قالب تحليل الوضع المنشود.
وقد وظف الامام في اطار تحقيق تطلعات العالم الاسلامي في جميع الاصعدة الفردية،القومية،الحكومية والعالمية اساليب وطرق مختلفة . وكان من جملتها صحوة الجماهير،الثورة الشاملة ،فضح مخططات الاستعمار ومؤامراته ،استنفار الشعوب ،توظيف الطقوس والشعائر الدينية ، تولي الحكومة الصالحة والتبرؤ من الانظمة الظالمة.
ومن بين هذه الاساليب يحتل توظيف الطقوس،الشعائر والمؤسسات الاسلامية الدينية مكانة خاصة للغاية في سيرة الامام . وصلاة الجمعة،الجماعات ،المساجد ،الحج ،أيام الله ،اسبوع الوحدة،يوم القدس هي من جملة الشعائر والرموز الاسلامية التي سوف تزيل من وجهة نظرة الامام كل بلايا المسلمين ومشاكلهم في حالة إدراكهم لفلسفتها الوجودية ،وتمهد الطريق لتحقق تطلعاتهم واهدافهم ."إذا وجد المسلمون الحج ،إذا وجدوا تلك السياسة نفسها التي استخدمها الاسلام في الحج ، فإن ذلك يكفي لتحقيق استقلالهم". (صحيفة الامام ج10ص448)
إقرأ المزيد >
العقبات والحلول
الكاتب: سيد عباس هاشمي
1. من الممكن ان يكون للاتحاد مصادر فكرية،عقيدية،اقتصادية،سياسية بل وحتى اجتماعية ؛ ومن الممكن ان يشكل المجتمعات البشرية او مختلف الافراد ويؤسس لذلك،وبالتالي أن يختصر المسافة الى الاهداف تحت لواء الرابطة . وقد تشكلت الرابطات في ظل "المصالح المشتركة" دوماً وقد تكون هذه المصالح المشتركة ثقافية،عقيدية،أو اقتصادية ،سياسية.
وقد وسعت الزيادة المتنامية للحاجات والمطالب البشرية في عالم اليوم و نمو مستوى الرفاهية في ظل التكنلوجيا الحديثة من وجود مجالات التبعية المتبادلة والمتعددة الجوانب . وتؤدي ارضيات التبعية المتبادلة هذه الى تأسيس المنظمات او الآليات التي تمثل جواً آمناً ومستمراً لتلبية الحاجات البشرية.
2. يرى البعض ان (العولمة) تسلتزم قبل كل شيء تحول العالم الى "اقليم واحد" وتأسيس رابطات كبيرة بين بلدان المنطقة في العصر الراهن في هذا المجال نفسه. وعلى هذا الاساس فإن العولمة ليست عولمة كل المناطق بخصوصيات مختلفة؛ بل ان العولمة هي تعميم الحاجات والمطالب والمصالح في المناطق والبلدان التي تتمتع بخلفيات وتاريخ مشترك وهذه المشتركات تمهد الطريق للائتلافات والاتحادات وتوحد الشعوب المختلفة لتحقيق المصالح والآمال والاماني المشتركة. ...
الكاتب: محمد اكرم عارفي
المقدمة
كان طرح فكرة "وحدة العالم الاسلامي" من الاهتمامات الفكرية القديمة والاساسية للامام والتي لم يغفل عنها ولو للحظة طيلة عهد نشاطه الاجتماعي-السياسي سواء قبل انتصار الثورة الاسلامية أم بعده . إن الوفاء الصادق للإمام لـ "الوحدة" لم يحوله الى ابرز شخصية ثورية في العالم الاسلامي فحسب ،بل إنه استطاع ان يحتل مكانة رفيعة للغاية بين النحل والفرق الاسلامية . ولم يقع الامام أبداً في طرح شعار"الوحدة"في التعميمات والنظرة السطحية بل قدم ايضاحات مفصلة بشكل علمي وفني في غاية الدقة من خلال دراسة الابعاد المختلفة للوحدة في القسمين النظري والعملي.
وقد تم تنظيم طرح هذا المقال في قسمين رئيسين حيث يبرز كل قسم مرحلة خاصة من مسار تنفيذ مشروع الوحدة: المرحلة الاولى هي المرحلة الثقافية- الفكرية ؛المرحلة الثانية ،الحركة السياسية –العملية . ولكل من هذين القسمين فروع عديدة تحدد الاساليب العملية للحركتين المذكورتين . ومن المؤمل ان نستطيع عبر دراسة هذه النقاط ان نقدم صورة تقريبية عن الحل الذي طرحه الامام.
...إقرأ المزيد >
الکاتب: ناصر مظاهري طهراني
المقدمة
يعاني العالم الاسلامي اليوم على المستويات المختلفة والأبعاد المختلفة السياسية والإقتصادية وغيرها من معضلات ومشاكل عديدة تسببت بها في الغالب القوى الكبرى والحكومات الاستعمارية بهدف الحيلولة دون نفوذ الإسلام وانتشاره على مستوى العالم واستمرار نهب موارد الشعوب المسلمة وذخائرها. وما العقوبات الاقتصادية والسياسية والعسكرية الواسعة ضد البلدان المسلمة ،الإعتداءات العسكرية وارتكاب المذابح بحق المسلمين نهب الأموال والموارد الطبيعية ،الغزو الثقافي وإغفال الشباب سوى جانب من من المصائب التى ابتلي بها مسلمو العالم . ولاشك في أن خلاص المسلمين والحكومات الاسلامية من الوضع الحالي يستلزم المعرفة والدراسة الدقيقة للمعضلات والمشاكل القائمة وإزالة كل الموانع عن طريق تكامل المجتمعات المسلمة وتناميها .
ويمكن طرح دراسة هذه المشاكل وتحليلها مع الأخذ بنظر الاعتبار آراء محيي الفكر الاسلامي الأصيل في العصر الحالي من جوانب وابعاد مختلفة حيث إن هذا الموضوع المهم حظي باهتمام بعض الباحثين آخذين بعين الاعتبار المشكلات والعوامل الداخلية والخارجية ،المجالات الثقافية والسياسية المختلفة . وفي مطلع هذا الإصدار الخاص سوف نتناول باختصار في ثلاثة أقسام مصائب العالم الاسلامي ومشاكله من وجهة نظر الامام ...
الکاتب: محمد سالار
المقدمة
أدت الثورة الاسلامية في ايران الى تحول واسع في المجالات السياسية ،الثقافية،الاجتماعية والاقتصادية في ايران واوجدت تأثيراً عجيباً على مستوى العالم . ورغم ان ثورات كثيرة حدثت في العالم الا ان الثورة الاسلامية في ايران تعتبر فريدة من نوعها تماماً بسبب روحها الدينية وطبيعتها المحاربة للظلم والدفاع عن المحرومين في المجتمع وخاصة محاربة القوى الشيطانية .
وسنحاول في هذه المقالة ان ندرس التأثيرات الثقافية العميقة للثورة الاسلامية على المستويات المختلفة خارج المنطقة ونطاق العالم الاسلامي وخاصة من حيث الأبعاد الخمسة التالية:1)إحياء الهوية الدينية. 2) طرح فكرة الحكومة الاسلامية. 3) الدفاع عن الانموذج المقدس المتمثل في فلسطين في العالم. 4) ايجاد الوحدة والتضامن الاسلاميين. 5) طرح الحوار على المستوى العالمي .
انتصرت الثورة الاسلامية في ايران تحت قيادة الامام الخميني(رض) باعتبارها حدثاً كبيراً في النصف الثاني من القرن العشرين في الساحة الاقليمية والعالمية في الثاني والعشرين من شهر بهمن عام 1357ش(11شباط1979) . ولم تغير هذه الثورة الاوضاع السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية داخل البلد فحسب بل اوجدت تحولاً ضخماً وتأثيراً مدهشاً على المستوى العالمي. ...