بوابة (بورتال) الإمام الخميني Special Issue No.1 | جمادی الثانیه 30 | Back to Site

الحج أداة مهمة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية للإسلام

استناداً الى الآية الثالثة من سورة التوبة المباركة فقد أبلغ الله النبي الأعظم(ص) قائلاً:" وأذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله"
كما خاطب إبراهيم خليل الله (ع) أن يدعو الناس الى الحج كي يشهدوا منافع لهم . وهذه المنافع هي منافع المجتمع – المنافع السياسية والإجتماعية والثقافية- فليأتوا ويروا أنك أنت النبي قد قدمت أعز ثمار حياتك في سبيل الله وعلى كل ذرية آدم أن يقتدوا بك ويروا كيف حطمت الاصنام و ونبذت ما هو غير الله.
ومنذ سنين اوربما قرون وهذا المؤتمر السياسي-الاجتماعي-العبادي العظيم والذي كان من شأنه ان يحقق كل اهداف الدين الإسلامي ، كان قد اقتصر على الجانب العبادي الفردي فحسب ونسيت رسالته الحقيقية التي هي الاعتقاد الحقيقي بالله وتجنب اي نوع من الشرك وتوحيد الجهود وحل مشاكل المسلمين حتى تناول الخميني محطم الأصنام مرة اخرى قضايا العالم الإسلامي وذكّر المجتمع الإسلامي برسالة هذا العصر في اعماله واقواله وكتاباته .
وقد بادر الامام الخميني (رض) في عيد الاضحى من الحج الاول بعد انتصار الثورة الاسلامية (30آبان 1358هـ ش)(21تشرين الثاني 1979) في خطاب الى الحجاج، الى تحليل شامل للكعبة والحج واعتبرهما موضع نشر التوحيد ورفض الشرك . وكان تأكيده على ان الكعبة هي المنطلق الرئيس لنداء التوحيد ومركز تحطيم الاصنام في جميع ارجاء العالم واستناداً الى آيات القرآن فإن تطهيرها من كل الارجاس والخباثات والتي يقف الشرك في مقدمتها،واجب. ثم استنتج بعد الاشارة الى اعلان البراءة من المشركين في سورة التوبة وقيام المهدي الموعود عليه السلام من جوار الكعبة ودعوة الناس الى التوحيد ،أن كل مظاهر تحطيم الأصنام انطلقت وسوف تنطلق من الكعبة وعلى الامة الاسلامية ان تقتدي بذلك.

وقد بين الامام في سنوات عمره المبارك الأخيرة في الخطابات والنداءات المختلفة التي كان يوجهها الى مؤتمر الحج السنوي ،كل الجوانب التي يمكن ان تطرح و تستثمر في هذا المؤتمر بل إنه أوضح في الحقيقة ميثاق الحج الإبراهيمي في هذه النداءات . وسنشير هنا الى ثلاثة نداءات مهمة تضم كل قضايا العالم الاسلامي ومشاكله وكل الجوانب المتصوّرة تقريباً لشعائر الحج السياسية والعبادية .

 

1.   يتمتع الإسلام بثقافة غنية تصنع الإنسان حيث تقود الشعوب الى الامام دون ميل الى اليمين او اليسار ودون اخذ اللون واللسان والمنطقة بنظر الاعتبار وتقود الانسان في الجانب العقيدي والاخلاقي والعملي وتوجهه من المهد الى اللحد نحو تلقي العلم والبحث عنه .


إقرأ المزيد >

الحج الإبراهیمي من وجهة نظر الإمام الخمیني

للحج الابراهیمي دور كبیر في حیاة المسلمین السیاسیة والاجتماعیة. وقد أدت الاهمیة الكبیرة للحج ودوره العظیم الی ان لایكون بمقدور أي عمل عبادي آخر أن یضاهیه أو یحل محله. وقد نقل عن رسول الله صلی الله علیه وآله أنه قال:" ... «اَما اِنَّهُ لَيسَ شَيءٌ اَفضَل مِنَ الحَجِّ اِلاَّ الصَّلاةُ ،في الحج ها هنا صلاة و ليس في الصلاة حج»(وسائل الشیعة ج9ص77)
ذلك لأن الحج هو قیاساً الی الاعمال العبادیة الأخری العبادة الوحیدة التي إذا تمّت بروح وتحرك وكانت مقترنة بشكل خاص بالبراءة من المشركین،فسوف لا تكون الامة الاسلامیة اسیرة بید یهود العصر ولایمكن لأي عمل ان یكون له مثل هذا الاثر. یقول الامام الخمیني في هذا المجال:
" تتمتع فریضة الحج بین الفرائض بمیزة خاصة ولعل جانبها السیاسي والاجتماعي یغلب علی جوانبها الاخری ،رغم أن جانبها العبادي له هو ایضاً میزته الخاصة." (صحیفة الامام ج 15ص168)
وقد اعتبر الائمة ،نظراً الی هذه الاهمیة، الحج وسیلة لتعزیز الدین الإلهي ،واعتبروا الكعبة اللواء الشامخ للإسلام . أي إن الدین المقتدر ولواءه سوف یظل خفاقاً ماأقیم الحج وما دام یحمل العظمة .
ومن الطبیعي أن هذا الدور لا یمكن ان یتحول الی واقع عملي إلا إذا أقیم الحج بروح وتحرك وظهرت الوحدة الحقیقیة التي لا یمكن ان تتحقق إلا بطرد الأجانب واعداء الإسلام والبراءة منهم. ولذلك فإن اعداء الاسلام یسعون لأن لا تنكشف للمسلمین ابعاد الحج الاجتماعیة والسیاسیة بل إنهم أحیاناً یعتبرون التحرك السیاسي في الحج متناقضاً مع روح الحج المعنویة وهو ما یشكل أحد الآلام الكبری للمجتمع المسلم.
ولذلك فإن أعداء الاسلام یسعون لأن یقللوا من أهمیة تجمع المسلمین الهائل فی شعائر الحج وأن یفرغوه من محتواه السیاسي-الاجتماعي السامي وأن یجرّدوا آثاره المهمة ودوره الكبیر من إضفاء العزة علی المسلمین وترسیخ الدین الإلهي.
وبناء علی ذلك فإن الحج الذي بإمكانه أن یقوم بمثل هذا الدور هو – كما قال الامام الخمیني(رض)- الذي یجب أن لا یكون عدیم الروح والتحرك والثورة البراءة والوحدة. وبكلمة واحدة فإنه الحج الذي یهز اركان الكفر والشرك وأعداء كیان المسلمین وعزتهم.وعلی هذا الاساس فإن المنفعة السیاسیة للحج ستكون كبیرة للغایة وعلی المسلمین ان یشهدوا هذا المؤتمر الكبیر ویحققوه.


إقرأ المزيد >

ذكرى تشرف الامام الخميني بزيارة بيت الله الحرام

وفق الإمام في احدى المرات لزيارة بيت الله في عام 1352هـ(1973) وكانت هذه الرحلة التي واجه خلالها الكثير من المشقات ، بمثابة ذكرى محببة وجميلة له. وقد ذكر هو نفسه تلك الفترة قائلاً:" لم أؤد الحج سوى سنة واحدة وحج واحد . وعندما كنت ان اتوجه للحج فقد ذهبت بوسائط مختلفة (حيث) استغرق ذلك سبعة عشر يوماً". ولم يغفل الامام حتى في هذه الرحلة عن ارشاد الناس وكان يؤدي مسؤوليته باعتباره رجل الدين المرافق للحملة.
يقول آية الله المسعودي حول هذه الخاطرة: أروي (لكم) حج الامام بما سمعته بنفسي من لسانه الفصيح والمبارك . قال لي الامام الخميني(رض) :" لم أؤد الحج سوى سنة واحدة ولمرة واحدة .وعندما كنت اريد الانطلاق للحج ركبت وسائط(نقل) مختلفة واستغرق ذلك سبعة عشر يوماً حتى وصلنا الى الجانب الآخر من الماء بالسفينة وعندما دخلت السفينة نظرت فرأيت عدداً من الاشخاص المختلفين من طهران والمدن الأخرى وكانوا كلهم يعيشون حالة الاضطراب والحزن،فسألت عن سبب ذلك فقيل لي إنهم يخافون من الحج ! وهم مضطربون بسسب صعوبة الاعمال ."
وبناء على ذلك :" فقد رأيت من الواجب علي أن اسعى ما استطعت كي أخرجهم من الاضطراب واشرح لهم المسائل.ولذلك فقد طلبت من أحد السادة ان يجمعهم إن أمكنه ذلك كي اتحدث لهم . وتحدثت في اليوم الاول أن لاداعي للإضطراب بسبب الحج وان الحج حركة وسكون إلا أن هذه الحركة والسكون يجب ان يكونا لله وأن يقترنا بالاخلاص ".
ثم واصل الامام الخميني(رض) قائلاً:" كان علي في البدء ان اقلل من اضطرابهم كي يعودوا الى حالتهم العادية ثم اوضح لهم المسائل بعد ذلك . ولذلك فقد تحدثت في هذا الموضوع بضعة ايام وقلت إننا عندما نذهب من هنا فإننا سنحرم في الميقات ،ونغير ملابسنا ونواصل الطريق ؛ إلا أن هنالك اشياء علينا الالتزام بها . وبعد ان أصبح الوضع بشكل بحيث عم السكون وزال الإضطراب ، بدأت من اليوم السادس بشرح المسائل ، وعندما بلغنا الجانب الآخر من البحر التفت الى ان الناس تعمهم السكينة ويطرحون الاسئلة الشرعية . وكنت قد حملت معي كتاب الحج من وسائل الشيعة وكنت اشرح للناس المناسك من هذا الكتاب وكنت انا نفسي اعمل بها ".

وتتذكر زوجة الامام بعض الخواطر من هذه الرحلة نشير اليها في الختام:
إنطلق الامام (رحمه الله) بعد ولادة ثاني اولاده ،في عهد دراسته وفي عهد آية الله الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري بتاريخ 25 شوال 1352 بالسيارة من قم الى طهران ، من طهران الى الاهواز ،من الاهواز الى العراق ومن العراق الى لبنان ومنها الى جدة عبر البحر.


إقرأ المزيد >

ینبوع الطریق الی الله فی المیقات
مقتطفات من كلمات الامام لحجاج بیت الله

* یدل الطواف حول بیت الله علی ان وجوب عدم الطواف حول غیر الله وأن رجم العقبات هو رجم شیاطین الانس والجن. فعاهدوا الله برجمكم علی أن تطردوا شیاطین الإنس والجن من البلدان الإسلامیة العزیزة. (صحیفة الإمام ج10ص161)
* التفتوا الی أن سفر الحج لیس سفراً للتجارة، ولیس سفراً للحصول علی الدنیا، بل هو سفر الی الله . أنتم تتوجهون نحو بیت الله ، وعلیكم ان تؤدوا كل الامور التی تؤدونها الآن بشكل إلهي .إن سفركم عندما یبدأ من هنا فإنه یكون " الوفود الی الله"،سفر نحو الله تبارك وتعالی . علیكم الآن ان تتجهوا "وفوداً الی الله" كما كان الامر بالنسبة الی الأنبیاء (علیهم السلام) و شخصیاتنا الدینیة فقد كان سفرهم الی الله في كل عهود حیاتهم ولم یكونوا یتخلفون عن ذلك خطوة واحدة. (صحیفة الامام ج10 ص176)
* إن أكبر آفات المجتمع الاسلامي أنه لم یدرك بعد الفلسفة الحقیقیة للكثیر من الأحكام الإلهیة ؛ فمایزال الحج رغم كل تلك الاسرار والعظمة التي یتمتع بها باقیاً علی شكل عبادة جافة وحركة عدیمة الجدوی والفائدة.
ومن واجبات المسلمین الكبری إدراك هذه الحقیقة وهي :ماهو الحج ولماذا یجب علیهم أن یخصصوا دوماً قسماً من إمكانیاتهم المادیة والمعنویة لإقامته؟. إن ما رُسم حتی الآن باعتباره فلسفة الحج من قبل الجهلة أو المحللین المغرضین أو المرتزقة هو أن الحج هو عبادة جماعیة وسفر للزیارة والسیاحة ؛ فما علاقة الحج بكیفیة العیش وكیفیة الكفاح اسلوب الوقوف فی مقابل العالم الرأسمالي والشیوعي ! وماعلاقة الحج بالتفكیر في علاج الضغوط الروحیة والجسمیة للمسلمین ! وماعلاقة الحج بوجوب أن یبرز المسلمون باعتبارهم قوة كبیرة والقوة (الأولی)في العالم الثالث ! وماعلاقة الحج بأن یحرّض المسلمین ضد الحكومات العمیلة! بل إن الحج ما هو إلا تلك الرحلة الترفیهیة لزیارة القبلة والمدینة وحسب! في حین أن الحج للتقرب من صاحب البیت واتصال الإنسان به. (صحیفة الامام ج21ص77)

إقرأ المزيد >

الابعاد المعنوية و العرفانية للحج

الحج هو النبع الإلهي الفياض،حقيقة توحيدية وركن اساسي من أحكام الاسلام .وهذه العبادة بجوانبها الواسعة والعميقة واحكامها المفعمة بالرموز والاسرار – والتي يبين كل منها رمزاً ظاهراً وخفياً- تمثل اكثر الفرائض الدينية عظمة. ويشكل الحج في صورته الرمزية مجموعة من الاعمال الخاصة بتركيبة وهيئة اجتماعية منظمة ودقيقة ،مع الالتزام بآداب وتعليمات خاصة حيث تكمن وراء هذه المناسك والحركات المنظمة مظاهر جليلة من التعاليم الصانعة للحياة والاسرار المعبّرة .ولعل بإمكاننا الادعاء أن الحج بجوانبه وابعاده الواسعة هذه هو عصارة الاسلام والمعادل للشريعة بتعبير آخر . حيث إن نبي الاسلام(ص) اعتبر في بيان اسباب الفرائض الالهية ،الحج المعادل لكل الدين والشريعة :"والخامسة الحج وهي الشريعة"(وسائل الشيعة ج1ص26). والحج هو انموذج ورمز صغير للاسلام الكبير .وسبب ذلك ان هذه العبادة الشاملة تشتمل على التوحيد،المعاد،النبوة،الامامة ،الاخلاق والقيم المعنوية،العبادة البدنية والمالية،التعاون والايثار،التعامل،الوحدة،السياسة،الاقتصاد وغير ذلك والبعد المعنوي والعرفاني هو من اهم ابعاد الحج الى جانب المجالات المختلفة المذكورة . إن الحج هو ميعاد عشاق الله والمتعطشين لرؤية الحبيب والوفود عليه:
وقد ذكر الامام الرضا(ع) هذا الامر كأول خصوصية للحج وقال:" علة الحج الوفادة الى الله"( وسائل الشيعة ج8ص5) فالسفر المعنوي الى الله عز وجل هو الذي أدى الى وجوب الحج.
كما يقول الامام في هذا المجال:
" إنتبهوا الى ان سفر الحج ليس سفر التجارة. وليس سفر الحصول على الدنيا.بل هو السفر الى الله ،أنتم في حالة التوجه الى بيت الله وكل الامور التي تقومون بها عليكم ان تقوموا بها بشكل إلهي وعندما يبدأ سفركم من هنا فإنه يكون وفادة الى الله .سفر نحو الله تبارك وتعالى " (صحيفة الامام ج10ص176)

وهذا الكلام مأخوذ من كلام المعصوم،إذ يقول علي(ع) :"الحاج والمعتمر وفد الله وحقّ على الله تعالى أن يكرم وفده ويحبوه بالمغفرة".(بحار الانوار ج96ص8)
ويتضح البعد المعنوي للحج عندما يقارن بالعبادات الاخرى .ويتمتع الحج بفضل مناسكه الخاصة،برياضات خاصة تؤثر في تزكية النفس وعلو الدرجات المعنوية : ترك الوطن،تجديد عهد الحضور في المشاعر والابتعاد عن الآمال والاماني وترك الانانية والاستبداد وغير ذلك هي من جملة تلك الرياضات.

إقرأ المزيد >